الجزائر: غلاء حاد وطوابير من أجل الحصول على الحليب والزيت

الجزائر: غلاء حاد وطوابير من أجل الحصول على الحليب والزيت

06 ابريل 2022
أزمة تضخم في الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -

تشهد غالبية المدن والبلدات الجزائرية طوابير منذ الصباح الباكر للحصول على بعض المواد التموينية، كالحليب والزيت، بسبب الندرة الكبيرة التي تشهدها الأسواق الجزائرية من هذه المواد، وإخفاق الحكومة في توفيرها، خاصة في شهر رمضان الذي تشهد فيه الأسواق ارتفاعا كبيرا للأسعار الخضروات.   

واضطرت السلطات إلى الاستعانة بفرق الأمن لتنظيم عمليات بيع الزيت والحليب في بعض مراكز ونقاط البيع التي فتحتها بعض المؤسسات التجارية الحكومية التي بادرت إلى البيع المباشر لهذه المواد للمواطنين، لكنها تبقى مبادرات محدودة وفي مناطق معينة كالعاصمة، من دون أن تشمل كل المدن.

ويضطر المواطنون في بعض البلدات إلى الوقوف في الطوابير في وقت مبكر، أمام المحال التجارية، لضمان الحصول على الحليب.

وأثارت هذه الطوابير حفيظة المواطنين ونواب في البرلمان، حيث كان النواب قد واجهوا الخميس الماضي في جلسة مساءلة وزير التجارة كمال رزيق، بشأن ندرة المواد التموينية الأساسية، وعبروا عن سخطهم الكبير من مظاهر الطوابير في المدن الجزائرية لأجل اقتناء الحليب أو قنينة زيت.

واعتبر النواب ذلك "مساسا بكرامة المواطنين، وفشلا ذريعا للحكومة"، لكن الوزير رزيق اعتبر أن الوقوف في الطوابير "سلوك حضاري لا ينتقص من كرامة المواطنين".

وتعتبر السلطات أن "إشاعات الندرة" وتغير السلوك الاستهلاكي للمواطنين يغذيان هذه الظاهرة. ودعا مدير التطوير بوزارة الزراعة مسعود بن دريدي، في برنامج بثته الإذاعة الجزائرية الثلاثاء، المواطنين إلى ترشيد استهلاك مادة الحليب، مشيرا إلى المادة متوافرة في السوق.

وأعلنت وزارة التجارة ضخ حصة إضافية تقدر بـ خمسة آلاف طن من مسحوق الحليب في شهر رمضان، تضاف إلى الكميات التي تضخ عادة، والمقدرة بأكثر من 14 ألف طن من الحليب.

وبادرت السلطات إلى فتح ما يعرف بـ"أسواق الرحمة"، والتي تعرض فيها مؤسسات الإنتاج السلع والخضروات واللحوم بأسعار تفاضلية مقارنة بالأسعار المطبقة في المحلات، خاصة بالنسبة للحوم واللحوم البيضاء (الدجاج).

وأعلنت السلطات توفير ما يناهز 10 آلاف طن من اللحوم البيضاء لتوزيعها للاستهلاك خلال شهر رمضان.

وفتحت الغرفة الجزائرية للصيد البحري وتربية المائيات نقاط بيع في العاصمة الجزائر بأسعار تنافسية للسمك.

ومنذ حلول شهر رمضان، تشهد أسعار الخضروات ارتفاعا كبيرا، خاصة البطاطا والطماطم، وغيرها من الخضروات الأساسية التي تدخل في إعداد وجبات الإفطار، ما ضاعف من المتاعب المعيشية بالنسبة لغالبية الجزائريين.

ويتقاذف المزارعون التهم مع التجار حول أسباب هذا الارتفاع، على الرغم من نداءات وجهتها عدة أطراف مدنية ورسمية إلى التجار لـ"الرأفة بالمواطنين" في هذا الشهر الفضيل.

المساهمون