الاتحاد الأوروبي يوقع مع إسرائيل ومصر اتفاقاً لتصدير الغاز

الاتحاد الأوروبي يوقع مع إسرائيل ومصر اتفاقاً لتصدير الغاز

15 يونيو 2022
سيتم نقل الغاز الإسرائيلي إلى مصر لإسالته ثم إعادة تصديره لأوروبا (تويتر)
+ الخط -

وقّع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ومصر مذكرة تفاهم، اليوم الأربعاء، تهدف إلى تعزيز صادرات غاز شرق البحر المتوسط إلى أوروبا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، إنّ التوقيع على المذكرة "فرصة للجميع في التعاون، خصوصاً أنها جاءت في وقت صعب للاتحاد الأوروبي، الذي يبحث عن تأمين مصادر موثوقة لإمدادات الطاقة في ظل المتغيرات الحالية (الحرب في أوكرانيا)"، مضيفة أنّ التعاون بين دول شرق المتوسط في البنية التحتية هو "استثمار كفء، ويؤكد على تنفيذ مشروعات الطاقة، وتوفير موارد جديدة لها".

وشددت على أهمية التوسع في الطاقة النظيفة، واستخدام الهيدروجين باعتباره طاقة المستقبل، مبينة أنّ الاتحاد الأوروبي يتعاون حالياً فى تطوير استراتيجية الهيدروجين في مصر، وإطلاقها لاستفادة شعوب دول العالم في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في مدينة شرم الشيخ المصرية (COP27)، خلال الفترة من 7 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

من جهتها، قالت وزارة البترول المصرية، في بيان، اليوم الأربعاء، إنّ الوزير طارق الملا ووزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار ومفوضة الطاقة والمناخ في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون، في حضور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، قاموا بتوقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن التعاون في مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعي بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط.

وأكد الملا، في البيان، أنّ التوقيع على مذكرة التفاهم "يمثل خطوة هامة جداً في مسيرة بناء منتدى غاز شرق المتوسط، ويمكن البناء عليها في تحقيق المزيد من التعاون المشترك بين الدول الأعضاء في المنتدى والاتحاد الأوروبي".

ونقل البيان عن الحرار قولها إنّ التوقيع مع مصر والمفوضية الأوروبية "هو رسالة هامة لنجاح التعاون تحت مظلة المنتدى، في سبيل تأمين جانب من إمدادات الطاقة إلى أوروبا"، مضيفة أنه يمكن تحقيق الاستغلال الأمثل لإمكانيات المنطقة، ودعم دور إسرائيل ومصر كلاعبين مهمين في سوق الغاز.

ويأتي هذا التطور بعد إحراز تقدم كبير، بحسب قناة كان، في مفاوضات تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا، بعد تحويله إلى الحالة السائلة عبر المنشآت المصرية، التي تفتقر إليها إسرائيل، مقابل الإلحاح الأوروبي بالحصول على الغاز الإسرائيلي، ولا سيما بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. 

وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" قد ذكرت، في تقرير حديث لها، أنّ وزارة الطاقة الإسرائيلية تسعى حالياً للتوصل إلى اتفاق مع مصر، يضمن نقل الغاز الإسرائيلي إلى مرافق الإسالة على أراضيها، وبعد ذلك شحنه إلى أوروبا في سفن عبر موانئها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير توقّعه أن تشرع إسرائيل بالفعل في تصدير الغاز إلى أوروبا عبر مصر في الشتاء المقبل، واصفاً هذا التطور بـ"الدراماتيكي".

منتدى غاز شرق المتوسط

ويتزامن توقيع الاتفاق، مع اجتماع منتدى غاز شرق المتوسط، والذي افتتحت أعماله وزيرة الطاقة القبرصية ناتاشا بيليديس، عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، في حضور وزراء ورؤساء وفود الدول الأعضاء الدائمين من قبرص، واليونان، وإسرائيل، وإيطاليا، وفرنسا، وفلسطين، والأردن، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي، بوصفهم أعضاء مراقبين.

وقال الملا، في كلمته للمنتدى، إنّ "المتغيرات الحالية في العالم أظهرت الأهمية البالغة للمنتدى، وما حدث فيه من تقدم ملموس، وتضافر جهود الدول الأعضاء في تأمين جانب من إمدادات الطاقة، وزيادة التصدير إلى أوروبا عن طريق التسهيلات المتاحة، وهي إمكانيات جار العمل على تطويرها من خلال المنتدى، من أجل زيادة إنتاج الغاز".

الصورة
توقيع اتفاق ومنتدى الغاز في القاهرة (مواقع التواصل)
انطلقت أعمال منتدى غاز شرق المتوسط بالقاهرة اليوم، بحضور الدول الأعضاء (مواقع التواصل)

وشدد على أهمية التحول الطاقي، وتبنّي المنتدى استراتيجية خفض الانبعاثات، والتوسع في مجال إنتاج الهيدروجين، في إطار تنويع مصادر إنتاج الطاقة، وتأمين إمداداتها، وتعاون الجميع في ذلك، بما يضمن تحقيق الاستدامة، والنمو الاقتصادي، والرفاهية للشعوب".

بدورها، قالت وزيرة الطاقة القبرصية إنّ المنتدى "يهدف إلى استغلال الموارد الإقليمية، وسيلعب دوراً كبيراً في دعم وتعزيز إمدادات الغاز، وتنمية الاحتياطيات، ونقل الإمدادات عبر دول العبور إلى السوق الأوروبي الذي يحتاج إلى تأمين إمدادات من شرق المتوسط، ولذلك تتضح أهمية الاتفاقيات الحكومية المشتركة لتحقيق هذه الأهداف".

وأعربت وزيرة الطاقة الإسرائيلية عن تقديرها لاستضافة مصر هذا الاجتماع، و"هو ما يعكس العلاقات المستقرة في المنطقة، والعمل سوياً في منطقة شرق المتوسط"، بحسب قولها، لا سيما أنّ هناك أحداثاً جيوسياسية في شرق أوروبا أثرت بشدة على صناعة الطاقة، وخلقت تحديات أمام الجميع يجب إيجاد حلول في مواجهتها، والمساهمة في تأمين إمدادات الطاقة بتطوير الموارد، من خلال صادرات الغاز الإسرائيلي عبر مصر إلى أوروبا تحت مظلة المنتدى.

وتستهدف أوروبا إيجاد بدائل سريعة لإمدادات الطاقة الروسية من النفط والغاز، في إطار خطة للتخلي عن هذه الإمدادات على المديين القصير والمتوسط، حيث تستهدف خفض استخدام الغاز الروسي بمقدار الثلثين بحلول نهاية العام، وبشكل كامل بحلول عام 2027.

وأبرمت مصر وإسرائيل اتفاقاً عام 2018، يقضي بأن يصدّر الجانب الإسرائيلي 64 مليار متر مكعب سنوياً من حقلي غاز "تمار" و"ليفياثان" في شرق البحر المتوسط إلى مصر، بقيمة 15 مليار دولار، ولمدة عشر سنوات.

المساهمون