أنبوب غاز من نيجيريا إلى المغرب تمهيدأ لنقله نحو أوروبا

أنبوب غاز من نيجيريا إلى المغرب تمهيدأ لنقله نحو أوروبا

02 فبراير 2021
نيجيريا تسعى إلى زيادة صادرات الغاز (فرانس برس)
+ الخط -

ينتظر أن تعيد المباحثات التي أجريت بين العاهل المغربي محمد السادس، والرئيس النيجيري محمد بوهادي، أول من أمس، المضي في تسريع التدابير الرامية إلى مد أنبوب غاز يمتد من نيجيريا إلى المغرب ويزود أوروبا بالغاز.

وكانت الرباط وأبوجا وقعتا على اتفاق لإنشاء خط أنبوب نقل الغاز، قبل خمسة أعوام، سيربط بين البلدين وينتظر أن يمتد إلى أوروبا.

ويشرف على مشروع الغاز كل من الشركة البترولية النيجيرية والمكتب المغربي، للهيدروكاربورات والمعادن.
وسيمتد أنبوب الغاز من نيجيريا إلي المغرب ويغطي 16 بلدا أفريقيا، أي ما يمثل ناتجا إجماليا داخليا يقدر بـ670 مليار دولار، حسب تقديرات كانت عبرت عنها المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، خلال الدورة الثانية لمنتدى الأعمال المغربي - النيجيري المنعقد بالرباط في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

سيكون للمشروع، حسب المغرب ونيجيريا، تأثير إيجابي على 300 مليون من سكان القارة السمراء، حيث سيتيح كهربة منطقة غرب أفريقيا، ويسمح بخلق سوق إقليمي وتنافسي للكهرباء.
وكان المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية بالمغرب، قدر كلفة استثمار أنبوب الغاز الجديد بما بين 23 و28 مليار دولار، وذلك بعد مقارنته بأنابيب غاز أخرى، غير أن كلفة الاستثمار ستختلف، بشكل ملحوظ، حسب سعر المواد الأولية، التي تتدخل في بناء الأنبوب. ويراد للمشروع، حسب العديد من الدراسات، أن يساعد على إنعاش الصناعات الإقليمية، ودعم خلق أقطاب صناعية، وتسهيل بروز قطاعات صناعية، خاصة ذات الصلة بالغذاء والأسمدة، وتشجيع تنافسية الصادرات الأفريقية.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويأتي الحديث حاليا عن أنبوب الغاز الذي سيصل طوله إلي 5660 كيلومتراً، حسب ما لاحظه الخبير، المهدي الداودي، بعد اجتماع اللجنة التقنية نهاية العام الماضي، حيث التأمت الدول الست عشرة المعنية بالأنبوب مع الشركات المنتجة للغاز من أجل تحديد مساره. وأكد الخبير في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن تلك اللجنة وضعت اللمسات الأخيرة على مسار الأنبوب، الذي سيعبر خمس عشرة دولة، حيث سينطلق من نيجيريا باتجاه المغرب قبل أن يزود بالغاز البلدان الأوروبية.
غير أنه في ذلك المسار ستقوم الدول المنتجة للغاز بضخ تلك المادة فيه، بينما ستتزود منه البلدان الأفريقية غير المنتجة في القارة السمراء المنخرطة في هذا المشروع. ويذهب إلى أنه إذا كان المشروع قد تأخر قليلا، فلأن العديد من المبادرات بذلت من أجل تعطيله، فالجزائر فوجئت بالمشروع ما دفعها إلى السعي إلى إعادة بعث مشروع مماثل كانت قد أعلنت عنه قبل سنوات.
وكان المشروع الذي تبنته الجزائر، وبقي في الأدراج، يقوم على إنجاز أنبوب ينطلق من نيجيريا عبر النيجر نحو الجارة الشرقية للمغرب، غير أن الداودي يرى أنه لم يكن ممكنا بالنظر لاعتبارات أمنية. وكانت تقارير توقعت ألا يمر المشروع من دون مشاكل، حيث يفترض فيه تجاوز بعض الصعوبات المالية والتقنية والقانونية والسياسية بين البلدان المنخرطة فيه، زد على ذلك، المنافسة التي سيشكلها الأنبوب لبلدان لها حضور في السوق الأوروبية مثل الجزائر وروسيا والنرويج.

المساهمون