أميركا تنزع ثورة النفط من الشرق بعد عقود من الانتعاش

أميركا تنزع ثورة النفط من الشرق بعد عقود من الانتعاش

27 فبراير 2024
من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة نمواً بمقدار 540 ألف برميل يومياً هذا العام (Getty)
+ الخط -

لعقود من الزمن، كان النصف الشرقي من الكرة الأرضية هو المحرك الأكبر لنمو إنتاج النفط العالمي، لكن زخم النمو انتقل إلى النصف الغربي بقيادة الولايات المتحدة وكندا والبرازيل ومؤخراً غويانا في أميركا الجنوبية.

ورغم أن إنتاج النصف الشرقي من الكرة الأرضية، وأغلبه في الشرق الأوسط، لا يزال يشكل القوة الأعظم عالمياً، هناك تحول في خريطة الإنتاج والإمدادات يتسع غرباً، ما يقوض سياسات منظمة أوبك وحلفائها من خارج المنظمة، على رأسهم روسيا بشأن كبح الإنتاج للحيلولة دون هبوط الأسعار.

ساهم منتجو النفط في الشرق الأوسط قبل عقد عن غير قصد في نقل زخم نمو الإنتاج إلى نصف الكرة الغربي من خلال سعيهم إلى رفع الأسعار، ما عزز في المرحلة الأولى من ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة، وفق تقرير لنشرة "أويل برايس" الأميركية المتخصصة في الطاقة، ليستحوذ نمو الإنتاج في النصف الغربي من الكرة الأرضية على كل النمو في الطلب العالمي على النفط في الفترة من 2012 حتى 2022.

وقفز الإنتاج خلال عقد واحد ليمثل 34% من العرض العالمي في عام 2022، مقارنة بـ 27% في عام 2012، وفقاً لتحليل البيانات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية في 2023 والتي تطرق إليها محلل الأسواق لدى رويترز جون كيمب أخيراً.

وأظهرت البيانات أن النمو من الولايات المتحدة والمنتجين الآخرين في نصف الكرة الغربي بلغ 8.7 ملايين برميل يومياً في ذلك العقد، وهو ما يتوافق مع النمو الكامل البالغ 8.6 ملايين برميل يومياً في الاستهلاك العالمي.

ومنذ عام 2023، واصلت الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وغويانا الإنتاج المزدهر، مما أدى إلى زيادة في إمدادات النفط من خارج تحالف "أوبك+" التي تضم الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" وكبار المنتجين من خارجها على رأسهم روسيا، وإحباط جهود هذا التحالف للحفاظ على أسعار النفط مدعومة بشكل جيد لتكون أعلى من 80 دولاراً للبرميل وأكثر.

ويتوقع محللون في قطاع الطاقة أن تقود هذه الدول، بالإضافة إلى النرويج، نمو الإمدادات من خارج أوبك هذا العام والعام المقبل، وسط استمرار توترات البحر الأحمر التي تغير خريطة الإمدادات عالمياً.

وكان ازدهار الإنتاج في الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغويانا كافيا للتعويض عن انهيار الإنتاج من فنزويلا وانخفاض إنتاج النفط في المكسيك في العقد الماضي.

وقبالة سواحل غويانا، هناك ثلاثة مشاريع تابعة لشركة "إكسون" الأميركية تعمل بالفعل وتنتج حالياً أكثر من 550 ألف برميل يومياً من النفط الخام، ومن المتوقع أن يصل إنتاجها إلى أكثر من 600 ألف برميل يومياً في وقت لاحق من هذا العام.

وقالت أوبك في تقريرها الشهري عن سوق النفط لشهر فبراير/ شباط الجاري إنه من المتوقع أن ينمو إنتاج الخام من خارج أوبك بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً هذا العام، مدفوعا بالولايات المتحدة وكندا وغويانا والبرازيل والنرويج. وتبلغ توقعات نمو الإمدادات من خارج أوبك خلال العام المقبل 2025 عند 1.3 مليون برميل يومياً، مع نفس محركات النمو الرئيسية في نصف الكرة الغربي.

وتأتي توترات البحر الأحمر واحتمالات اتساع الصراع في الشرق الأوسط، في وقت تشهد فيه صناعة النفط العالمية تغيرات كبيرة في ديناميكيات الإمدادات، حيث تنتقل من المنتجين الرئيسيين في المنطقة إلى الولايات المتحدة ودول أخرى.

وشهدت الولايات المتحدة نمواً غير متوقع في إمدادات النفط في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى مستوى قياسي جديد العام الجاري. وتنتج الآن أكثر من أي دولة أخرى على الإطلاق.

ستقود أميركا الشمالية نمو الإنتاج المتوقع، ومن المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة نمواً في إنتاج النفط بمقدار 540 ألف برميل يومياً هذا العام و600 ألف برميل أخرى في العام المقبل. كما من المتوقع أن ترفع أميركا اللاتينية بقيادة البرازيل وغويانا إنتاجها بمقدار 350 ألف برميل يومياً خلال العام الجاري وبمقدار 270 ألف برميل يومياً في 2025، وفقاً لتقديرات أوبك.

ووفق تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، من المتوقع أن يرتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام في 2024 إلى أكثر من 13.1 مليون برميل يومياً، بينما بلغ نحو 12.92 مليون برميل العام الماضي، بزيادة 8.5% عن العام السابق له.

وكان 2023 هو العام الثاني على التوالي الذي يشهد إنتاج النفط الخام خلاله نمواً بعد زيادة بنسبة 5.7% أو 600 ألف برميل يومياً خلال 2022.

المساهمون