"البولفار": بديل فني يختبره الشارع

"البولفار": بديل فني يختبره الشارع

11 سبتمبر 2015
(من دورة 2014)
+ الخط -

تقابل الكثير من الموانع رغبة الشباب في ممارسة الفنون والهوايات التي يرغبون فيها، خصوصاً حين يتقاطع ذلك مع الفضاء العمومي. "مهرجان البولفار للموسيقى الحضرية" الذي يقام في الدار البيضاء سنوياً، يسعى إلى خلق فضاء مفتوح لهؤلاء الشباب ولموسيقاهم.

المهرجان الذي تنطلق دورته السادسة عشرة اليوم، وتستمر حتى 20 من أيلول/ سبتمبر الجاري، يسعى إلى خلق اتجاه ثقافي، بعيداً عن الطابع التقليدي أو "المحافظ" في البلد.

يقول مدير المهرجان محمد المغاري في حديث إلى "العربي الجديد": "البولفار مهرجان للموسيقيين الشباب، وهذه الفئة من المجتمع، هي بشكل أو بآخر متمرّدة بطبعها، لأنها في سعي حثيث ودائم إلى خلق ثقافتها البديلة".

يوضّح أن "أية ظاهرة جديدة تطلّ على مجتمع معيّن، تُقرأ على أنها تمرّد. وهنا نقف عند أمثلة لمجموعات غنائية مغربية، كـ "ناس الغيوان" و"لمشاهب"، كان المجتمع المغربي يعتبرها في السبعينيات مجموعات متمرّدة".

يضيف المغاري: "المهرجان هو في الأصل لموسيقى الهامش في المغرب، وعلى رأسها موسيقى الروك والراب، ثم الموسيقى الإلكترونية. وهي أنماط جديدة على المجتمع المغربي الذي يعتبرها دخيلة عليه".

غير أن فعاليات المهرجان، لا تنحصر في الموسيقى وحسب، بل ينخرط، وفقاً لمديره، في إبراز أشكال ثقافية وفنية أخرى؛ منها ورشات للمسرح والسيرك، إضافة إلى فنون الشارع، خصوصاً ما يتعلق بفن الغرافيتي، إذ سيُشرف عدد من الفنانين على صباغة سبع جدرايات في مدينة الدار البيضاء.

تَعرف النسخة السادسة عشرة من التظاهرة حضور فنانين مغاربة وأجانب، أبرزهم مغني الراب الفرنسي يوسوفا ومجموعة "جدل" الأردنية إلى جانب فرقة "بور" الفرنسية ومجموعات مغربية كـ "هوبا هوبا سبيريت" والفنانة نبيلة معان، وغيرهم.

كما يشهد المهرجان مسابقة "ترومبلان" التي تتنافس فيها قرابة 20 فرقة شابة، وقع عليها الاختيار من طرف لجنة التحكيم، في صنف الهيب هوب، والروك والفيزيون.

كانت الدورة الأولى من المهرجان قد أقيمت عام 1999، ولم يكن متوقّعاً حينها يتوقّع أن يتحوّل "البولفار" إلى "رؤية" يتبلور من خلالها اتجاه ثقافي خطا خطواته نحو التمدّد في المشهد الثقافي المغربي.

يفسّر المغاري ذلك بالقول: "مهرجاننا يختلف عن باقي المهرجانات في المغرب. نحن كجمعية، ننظم أنشطتنا ونشتغل على مدار السنة، ولا نظل مكتوفي الأيدي إلى حين اقتراب أيام التظاهرة في نهاية العام".

المساهمون