نور الشريف.. دورٌ أخيرٌ وهادئ

نور الشريف.. دورٌ أخيرٌ وهادئ

11 اغسطس 2015
لقطة من فيلم "المصير"
+ الخط -

من كان يعرف أنّ لاعب نادي الزمالك المصري لكرة القدم، محمد جابر محمد عبد الله، سيكتسب شهرةً في التمثيل؛ ليصبح معروفاً باسم نور الشريف (1941 – 2015)، الذي رحل اليوم في القاهرة عن 74 عاماً، بعد صراع استمرّ عامين مع المرض.

في عام 1967، حصل الشريف على دبلوم في الفنون المسرحية، بعد أن شارك في عام 1966 في أوّل فيلم له، "قصر الشوق" (إخراج حسن الإمام).

اللافت في مسيرة الشريف الطويلة، التي شارك من خلالها في قرابة 200 فيلم، كان له منها أدوار بطولة، وأخرى صغيرة، إلى جانب 23 مسلسلاً تلفزيونياً، ومجموعة مسرحيات، هو بعض الأدوار الإشكالية التي قدّمها؛ سواءً في السينما أو في الدراما.

من أبرز هذه الأدوار، دور الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، في فيلم يحمل اسمه للمخرج عاطف الطيب. أثار الفيلم (1992) ضجّة واسعةً حينها، بسبب انتقاداته لعدّة أنظمة عربية، كان النظام المصريّ واحداً منها. 

إضافة إلى العلي، أدّى الشريف دور ابن رشد في فيلم المصير (1997)، لمخرجه الراحل يوسف شاهين. يمثّل العمل الصّراع بين التيّار الفكري الذي تبنّاه ابن رشد، القائم على إعمال العقل والمنطق، وذاك التيّار الذي اتّخذ من السّلف مصدراً للتشريع.

جاء الفيلم ردّاً على الرّقابة المصرية، التي منعت عمل شاهين "المهاجر" من العرض في دور السينما؛ لأنّه مأخوذ عن قصة النبي يوسف.

في 2006، شارك الشريف، إلى جانب عادل إمام وأحمد بدير وهند صبري وغيرهم، في فيلم "عمارة يعقوبيان"، المأخوذ عن رواية الكاتب علاء الأسواني. الفيلم بكامله أثار ضجّة حينها، ليس لاحتوائه على مشاهد جريئة، على المستوى البصري أو النصّي، وإنما لمقولته في توصيف مؤسسة الفساد وتحولها إلى حكومة في مصر.

الشريف (يساراً) حين كان لاعباً في "الزمالك"


ينتقل الحاج عزام، الذي أدّى الشريف دوره، من ماسح أحذية إلى رجل متديّن يعمل في تجارة السيارات. رجلٌ انتهازي يحمل المسبحة ويعمل في تجارة المخدّرات سرّاً، متحالفاً مع أحد الفاسدين في السلطة. كان دوراً إشكاليّاً أيضاً، يكشف عن نوع من الناس الذين يتّخذون من التديُّن وسيلةً لإخفاء أعمالهم اللاأخلاقية؛ إذ تزوّج من امرأةٍ تصغره بكثير، ولم تكن الزيجة سوى واحدة من صفقاته.

من الأدوار التي لعبها الشريف، هو دور عوضين الأسيوطي في فيلم "ليلة البيبي دول" (2008)؛ "إرهابي" يحاول تفجير نفسه في وفد أميركي يصل مصر، لكنه يفشل، فيأخذونه إلى سجن أبو غريب، ويتعرّض هناك للتعذيب. 

دلالات

المساهمون