عرض آخر لـ "زقاق".. قليل من الفرامل لا يضر

عرض آخر لـ "زقاق".. قليل من الفرامل لا يضر

17 ديسمبر 2015
(مشهد من العرض)
+ الخط -
لم يمض وقت طويل منذ أن أطلّت فرقة "زقاق" في عرض "مسرح المعركة". كان الأمر قبل بضعة أشهر، ولم يكن العرض محبوكاً، وربما لم يكن موفّقاً، وهاهي الفرقة، التي تأسّست في العام 2006، تطلّ علينا بمسرحية جديدة بعنوان "جنّة جنّة جنّة"، تنطلق عروضها الليلة وتستمر حتى العشرين من الشهر الجاري في استوديو "زقاق".

العرض، الذي قُدّم العام الماضي أول مرة، هو استطراد لمسرحية "مشرح وطني" التي قدّمتها الفرقة العام الماضي، وتناولت فيها تاريخ العنف في لبنان، من خلال وجود جثّة مجهولة الهوية يسلَّط الضوء، من خلال التحقيق في هويتها وتاريخها، على ملابسات الحياة اليومية والعنف في واقع الحرب الأهلية.

في "جنّة جنّة جنّة"، يُستعرَض تاريخ لبنان مرة أخرى من خلال شخصيات ثلاث نساء، مخبراً عن التاريخ من خلال المرأة. وهو من إخراج ودراماتورجيا جنيد سري الدين وعمر أبي عازار والنص لهاشم عدنان، أما الشخصيات فتؤدّيها دانيا حمّود ولميا أبي عازار ومايا زبيب.

من المفترض أيضاً أن تقدّم الفرقة ورشات عمل وعروضاً مسرحية ستحييها "فرقة زقاق المسرحية" في غابة كاليه الفرنسية قبالة الساحل البريطاني، إلى جانب اللاجئين أثناء عيدي الميلاد ورأس السنة.

الفرقة منهمكة أيضاً في دورات في الكتابة والمسرح العلاجي، كما تقوم بعمل مشترك مع جمعيات ومنظّمات إنسانية وتشتغل مع أطفال المخيّمات، مثلما فعلت في مسرحية "ستي العرجا" هذا العام، إذ عملت مع أطفال فلسطينيين من مخيّمات اللجوء داخل وخارج لبنان.
قدّمت خلال العام عروض مونولوغ بطل في برلين و"أنا أكره المسرح أنا أحب الإباحية" إضافة إلى "مسرح المعركة".

فرط النشاط المسرحي لدى الفرقة أمر جيد، من ناحية أنه يصقل خبرات مؤسّسيها الشباب، لكنه يحتاج أيضاً إلى إعادة النظر من ناحية أخرى، فلماذا هذا الاستعجال في الوقوف بمسرحيات كثيرة على الخشبة في فترات قصيرة تفصل بين العرض والآخر؟

هذه السرعة أو التسرّع يجعل العروض تخرج نيئة، وبحاجة إلى أن تُطهى من جديد، لكي نراها في أفضل صورها. تشعر أن أعضاء الفرقة يركضون، وربما يحتاجون للتمهّل والتفكير في جودة العروض التي يقدّمونها أكثر من عددها. قليل من الفرامل لا يضرّ...


اقرأ أيضاً: ربيع مروّة.. عبور عكسي إلى ميونيخ 72

المساهمون