في تحرُّك قانوني لوقف الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزّة منذ ثلاثة أشهر ومحاسبته عليها، تقدّمت جنوب أفريقيا، أحد البلدان الداعمة للحقّ الفلسطيني، في نهاية كانون الأوّل/ ديسمبر الماضي، بطلب إلى "محكمة العدل الدولية" في مدينة لاهاي الهولندية، لبدء إجراءات ضدّ الاحتلال بتهمة ارتكاب أعمال إبادة ضدّ الشعب الفلسطيني في غزّة.
بناءً على ذلك، حدّدت المحكمة يوم الحادي عشر من كانون الثاني/ يناير الجاري موعداً لعقد الجلسة الأُولى للنظر في طلب محاكمة "إسرائيل" بارتكاب إبادة جماعية في عدوانها الذي أودى بحياة أكثر من 21 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.
"هل تنجح جنوب أفريقيا في محاكمة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزّة؟" هذا السؤال هو عنوان ندوة تُنظّمها "مؤسَّسة الدراسات الفلسطينية" في بيروت، عند الثالثة من بعد ظُهر الأربعاء المُقبل، ويتحدّث فيها كلٌّ من عمر نشابة؛ الباحث والأكاديمي المتخصّص في العدالة الجنائية وحقوق الإنسان، وبول مرقص؛ المحامي وأستاذ القانون في "جامعة نانسي" الفرنسية، وتدير الحوار دانا فرّاج؛ المحامية والباحثة في القانون الدولي.
تتناول الندوة الخطوة الجنوب أفريقية ضدّ الكيان الصهيوني في "محكمة العدل الدولية"، و"تناقش إمكانية نجاح جنوب أفريقيا في إصدار أمر قضائي ملزم بوقف إطلاق النار، وتصاعد القلق الإسرائيلي" من هذه التحرّك القانوني.
ومنذ بدء عدوانه على غزّة في السابع من تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، وجّهت جنوب أفريقيا انتقادات لاذعة للاحتلال الإسرائيلي على جرائمه التي ارتكبها في القطاع. وهي الانتقادات التي أتبعتها بطلب تقدّمت به إلى "المحكمة الدولية" لإصدار أمر عاجل يعلن أن "إسرائيل" تنتهك التزاماتها في اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948.
وتَعتبر جنوب أفريقيا أنّ "أفعال إسرائيل تحمل طابع إبادة لأنها مصحوبة بالنيّة المحدَّدة المطلوبة لتدمير فلسطينيّي غزّة كجزء من المجموعة القومية والعرقية والإثنية الأوسع أي الفلسطينيّين"، وتشمل تلك الأفعال "قتل الفلسطينيّين في غزّة، وإلحاق الأذى الجسدي والنفسي بهم، وفرض ظروف معيشية عليهم من شأنها أن تؤدّي إلى تدميرهم جسدياً".
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
