"فنانون يصنعون الكتب": ثماني تجارب

03 نوفمبر 2022
(مقطع من عمل لـ ضياء العزاوي، من المعرض)
+ الخط -

قدّم عدد من الفنانين الطليعيين في القارة الأوروبية خلال الحرب العالمية الأولى نماذج من الملصقات والكتيبيات والمطبوعات، كنوع من التجريب وسط أجواء مشحونة بالسياسة والأيديولوجيات، وقد وجدت طريقها إلى صالات العرض، وجرى التعامل معها بوصفها خروجاً عن المنظور التقليدي للفن.

تنوّعت الرؤى تجاه هذا الوسيط الجديد، سواء لدى السورياليين أو الدادائيين، حتى قدّم الفنان السويسري ديتر روث (1930 - 1998) في نهاية الخمسينيات سلسلة أعمال فككت بشكل منهجي شكل الكتاب، وصولاً إلى السبعينيات حيث جرى الاعتراف بهذه التجارب كنوع فنّي مستقلّ أخذ اسم "كتاب الفنان" مع إقامة معرض متخصص في "كلية مور للفنون" بولاية فيلادلفيا الأميركية عام 1973.

"الفنانون يصنعون الكتب.. الشعر إلى السياسة" عنوان المعرض الذي افتتح في "المتحف البريطاني" بلندن مساء الخميس الماضي ويتواصل حتى السابع عشر من أيلول/ سبتمبر 2023، ويضمّ أعمالاً لثمانية فنانين من سورية لبنان والعراق والهند وإيران.

الصورة
(عمل لـ عبد القادري، من المعرض)
(عمل لـ عبد القادري، من المعرض)

يُعرض عمل بعنوان "نهار مبارك" للفنانة اللبنانية الأميركية إيتيل عدنان (1925 - 2021) يحتوي كتاباً مطوياً على قطعة قماش، نُسخت عليه قصيدة للكاتبة نللي سلامة العامري بخط عربي وألوان مائية نفّذته عام 1990، بينما يذهب الفنان السوري عصام كرباج (1960) في عمله "ًصوت طرس" الذي قدّمه أول مرّة عام 2008، إلى استخدام مواد مختلطة على ورق، بحيث تبدو الصفحات الورقية وكأنها تركيب على الحائط.

ويختار الفنان العراقي ضياء العزاوي (1939) عدة قصائد للشاعر السوري أدونيس في عمل يحمل اسم الأخير وهي: "أيام الصقر"، و"هذا اسمي"، و"قبر من أجل نيويورك"، و"إسماعيل" و"المهد" و"أحلم وأطيع آية الشمس"، واستعمل في تنفيذها الغواش وخمس مطبوعات جحرية، مطلية بأربعة ألوان 

الصورة
(عمل لـ إيتيل عدنان، من المعرض)
(عمل لـ إيتيل عدنان، من المعرض)

كما يُعرض عمل للفنان اللبناني شفيق عبود (1926 - 2004) بعنوان "الفئران"، استخدم فيه طباعة الشاشة الحريرية بألوان ترابية، ورسمه خلال سنوات الدراسة في باريس عام 1954، وأنتج منه عشرين نسخة، ويحتوي نصوصاً من خرافة شعبية حول زوجة تنجب ألف فأر.

من جهته، يقدّم الفنان اللبناني عبد القادري (1984) عملاً في شكل كتاب مطوي داخل غلاف مقوّى عليه رسومات بالغرافيت على الورق يعود إلى عام 2020، إلى جانب عمل للفنان العراقي كريم رسن (1960) بعنوان "كل يوم"، وآخر للفنانة الهندية ناليني مالاني (1964) بعنوان "أحلام ودنس"، وآخر للفنانة الإيرانية فرخنده شاهرودي  (1962) بعنوان "نص ثالث".

المساهمون