فاتحة الكتاب

فاتحة الكتاب

22 مايو 2021
إسماعيل شمّوط/ فلسطين (جزء من لوحة)
+ الخط -

1

أرسلتُ غزالاً نحو الشمسِ لينطحها
وأسَلتُ بكائيَ في القَصَبِ
لا
ليس نبيذاً ما يعصرهُ العصّارون ولكن فيضُ دمي في العنبِ
وأنا
لستُ بعّرافٍ ينظرُ في النجمِ ويقرأ ما سطّره الأفّاكون
من الكذبِ
هيمانَ على وجهي
أسألُ
عمّن يسقيني الماء
فلا أسمعُ غير طنينِ ذباب الأعرابِ على الكتبِ
من حولي سبعةُ أنهار وبحارٌ تذرعها الحيتان
وأذنابُ يخوتٍ من ذَهَبِ
وأموتُ بصحرائي عطشاً؟
شَرَد العقل
وأفلتتِ الكلمات
وجُنَّ المتداركُ في الخببِ وسأقتل
أعلمُ
يقتلني نسبي
وسأصلبُ ما بين اللدّ وغزّة والنقبِ.


2

صليتُ ببغدادَ صلاة الدَمْ
ونثرتُ بغزّة أوجاعي
وعبَرتُ الجسرَ الواصلَ ما بين الموتِ وأضلاعي
دمعي أصلُ الطوفانِ
وقرباني جسدي
فاقطع إن شئتَ يدي
ستموجُ الغابةُ بالأغصانِ
ويعلو للأشجارِ عويلٌ
حتى يثقبَ سقفَ القبة 
منْ لم يعرف وجعَ الإنسان وغربتَه في الأرض
فلن يعرفَ ربّه.


3

آخيتُ ما بينَ القفارِ وغربتي في الأرض
أضلاعي على خطّين يمتدانِ
من طرفِ الحجاز إلى الشامِ فصرختِ الريح
هذا الخوف لي
وأنا الذي حرّكتُ في الشجنِ الرواية
وانتدبتُ أصابع الشعراء
كي تثب القصيدة في فراغ جنونهم
كالظبي
ها إني أنام على الحديد
ولا أرى كيما يقبّلني القطارُ
وغداً ستمتلئ الجرارُ
ويفيض دجلة في السوادِ
إذا تعمّد من دموعي
لكنما ظهري حمي ودمي حرام.


* شاعر من لبنان

نصوص
التحديثات الحية

 

المساهمون