جاء المسافر بالعقل والأغنية

07 ابريل 2022
مقبول فداء حسين/ الهند
+ الخط -

شغفٌ إلى الموسيقى


احتدَّ الكلامُ على الخريطة لما هو محصورٌ في حدودٍ معيّنة.

ما يعطي انطباعًا للكائنات يهدف إلى إحداث تغيير في الأفكار والآراء.

نسيجٌ من خيوط الشمس على جانب سفينةٍ تنجرفُ بعيدًا بثياب امرأةٍ هي إلهة النباتات.

زهرةٌ حمراء تتبادر إلى الذهن بعد غيابٍ طويلٍ تحمل البريد والمتاحفَ والعلوم السريَّة.

أزاح الرجلُ الستارَ عن وجهه وتحدث عن تمثالٍ في مكانٍ مقدس وعن رمزٍ في حروفِه أزهارٌ ذات لونٍ مختلف.

شغفٌ إلى الموسيقى. صحراء بلا حدود في المنجد. مسافرٌ يشتدُّ عطشُه إلى نهر النسيان.

انصرف إلى نفسه دون أن يعي إطلاق النار أو الشدائد؛ يفكر أن يصبح صعّاد جبلٍ أو صارية سفينةٍ أو أمرًا صعب المنال.


■■■


ما يمثّل شيئًا منظورًا


في حيرةٍ وقف على رابية ينظر إلى سياجٍ من الخشب أحاط بحديقة؛ والشمسُ عنيفةٌ بلا هوادة.

يرتاد المسافر مناطق فيها الروح حواسٌ وعقلٌ وذاكرة؛ يدوِّنُ على حجارتها بحروفٍ كبيرةٍ عن زوارق ورياضات وهزائم.

ازهرَّ الوردُ؛ وبين سابقةٍ ولاحقةٍ تتكوّن كلمةٌ معناها النقصُ في مادة الكون أو على قسمٍ من طينة الإنسان.

جاء المسافر بالعقل والأغنية عن النون والشمس. جاء بخريطةٍ لإقليمٍ سريٍّ هواؤه نقيٌّ وسماؤه الغنى والليمون.

الحبُّ النظمُ منثورًا والنثرُ منظومًا؛ والحظُّ والطاولة والزفير والدائرة؛ والحبُّ متَّسعُ المدى وما يمثّل شيئًا منظورًا وموسيقى الألوان.

فيها فيضٌ مغناطيسيٌّ امرأةُ الحرير الذاهبة إلى الغرابة ودهشة الفردوس.

قطع دروبًا متعرّجةً إلى إغراء الشعر وأوهام العزلة.

قبَّعتُه الغيمُ هذا المتجولُ دائمًا في أقاليم اللغة والموسيقى والإنسان.

وصلتني رسالةٌ مختومةٌ بالشمع الأحمر. فيها حركة الكواكب وزخرفةٌ مُصحفيةٌ ومراكبُ فضائية.


■■■


مسرحيةٌ أبطالُها المدفع والميزان


همَّت بالبكاء عند وداعها في سكة الحديد. تحنُّ إلى الغابات امرأةٌ لا أرض لها تهتدي بها.

يحاول أن يسيطر على نفسه ويتمكن من شدِّها. يتساقط معدنٌ وتنقل الأنهرُ فستانًا حيك بالكيمياء والشجر.

منحنيًا يذهبُ إلى جسرٍ من الظاهر والفضة. عالَمٌ يموت وتصطدم عوالم ببعضها. سلسلة من مرايا يعبث بها طفلٌ يذهبُ منحنيًا إلى جسرٍ من الظاهر والفضة.

انحرف من مبادئه دون أن يميل عن الطبيعة والكلام. يتحدث عن طائرٍ وسفينةٍ هما تفسيرٌ عن وجه الحقيقة والوقائع.

يعرف ما بعد الطبيعة ويتلوها عن ظهر قلب. يتسم بالهدوء المطلق لامعًا بالمياه؛ تاركًا حروفه على ورق الزيتون والتينِ.

يرفض الطبقات الاجتماعية ووثائق التاريخ؛ وينكر المدح منفيًّا إلى نفسه يشعر بالتهاب الكون في جلده.

عرباتٌ سريعةٌ تنتقل بالمساجين والصواعق. قوةٌ داخليةٌ في كلِّ شيء. مسرحيةٌ أبطالُها المدفع والميزان

للأشياء قوة عقلية. للأماكن مستقبلٌ لا يمكن نسيانه. عصافير وصلوات؛ وريحٌ عقيمٌ أبادت العقل والأغنية

تتبع سيرَها وترصد الأفلاك وتراقب ما لم يُر. تحلم بمعدنٍ عليه نقش الله والإنسان؛ وتدور الكواكبُ حولهما.


* شاعر ومترجم من الأهواز

المساهمون