يُضيء كتاب "المرأة الجزائرية: الجندي المجهول"، الصادر حديثاً عن "المركز الوطني للوثائق والصحافة والصورة والإعلام"، على إسهامات المرأة الجزائرية عبر التاريخ، خصوصاً في مقاومة الاستعمار الفرنسي والحفاظ على الهوية الوطنية.
ويستند الكتاب، الذي نُشر في 159 صفحةً ضمن برنامج ستّينية استقلال الجزائر، على مجموعة من الوثائق التاريخية والصور بالأبيض والأسود من أرشيف المركز الذي تأسّس عام 1984 بهدف "جمع ومعالجة وحفظ وإيصال مجموع التراث المكتوب والمصوَّر والسمعي البصري التابع لقطاع الاتصال، ونشر وتوزيع المنتجات الوثائقية والنصوص والصور".
ويتوقّف العمل عند حضور النساء الجزائريات، إلى جانب الرجال، في الكفاح ضدّ الاستعمار؛ من خلال مشاركتهن في تموين الثورة وجمع الأموال والمعلومات، وعلاج المرضى والجرحى، إضافةً إلى المشاركة الميدانية في جبهات القتال، وأيضاً عند تعرّض كثير منهن للسجن والاعتقال والتعذيب.
من الشخصيات التي يتناولُها الكتاب: جميلة بوباشا، وحسيبة بن بوعلي، وجميلة بوحيرد، وزهرة ظريف، وجميلة بوعزّة، ومريم بوعتّورة؛ حيث يُضيء على قصصهنّ من خلال صُوَر وسيَر ذاتية مختصرة، وشهادات شخصية. وإلى جانب الجزائريات، تحضرُ في العمل نساء من أصول أوروبية اخترن نصرة القضية الجزائرية بأشكال مختلفة؛ ومن بين هؤلاء: جاكلين قرّوج، وجانيت بلخوجة، وآني ستينر.
فضلاً عن جانبه التكريمي، تكمن أهمية الكتاب في كونه يُقدّم إضاءةً على جوانب غير معروفة للكثيرين من إسهامات المرأة في الثورة الجزائرية (1954 - 1962)، خصوصاً أن أغلب المناضلات لم يُسجّلن أو يكتبن مذكّراتهنّ الشخصية.
