إنريكي مارتينيز سيلايا.. ذاكرة بصرية للغريب

إنريكي مارتينيز سيلايا.. ذاكرة بصرية للغريب

12 سبتمبر 2022
من المعرض
+ الخط -

في عام 1990، ترك إنريكي مارتينيز سيلايا عمله كأكاديمي وباحث في الفيزياء، وتفرّغ للفن وتدريس الفلسفة بعد سلسلة تجارب ودراسات أجراها في الاستديو الخاص به حول الطبيعة والزمن وتأثير ذلك على التجربة الفردية للإنسان مدوناً العديد من الرسوم التوضيحية لأعمال فنية اشتغلها لاحقاً. 

بدأ الفنان والنحات الكوبي (1964)، المولود في هافانا، الرسم وهو في الثامنة بعد انتقال عائلته للإقامة في إسبانيا، وأكمل تعليمه في الولايات المتحدة حيث نال درجة الماجستير في العلوم متخصّصاً بإلكترونيات الكم، لكنه عاد والتحق بـ"مدرسة سكوغان" ليتعلم النحت والرسم.

حتى الخامس عشر من الشهر المقبل، يتواصل معرض سيلايا تحت عنوان "أغنية الغريب" في "غاليري مايلز ماكنري" بنيويورك الذي افتتح مساء الخميس الماضي، ويضمّ أعمالاً تركّز على ثيمات أساسية مثل الهوية والذاكرة والنفي والطبيعة والأساطير والتراث.

يقدّم الفنان مجموعة من أعماله الجديد التي تتنوّع بين اللوحات والاستكشات في محاولة لاستكشاف التوق المزدوج للغريب نحو مستقبل يمكنه تعويض تشوّشات الماضي والحاضر بما قد يوفّر الإحساس بالانتماء، حيث تظهر الخرائط كعنصر أساسي في العديد من رسوماته.

الصورة
من المعرض
من المعرض

الخريطة تحيل إلى الموقع الجغرافي الذي يقيم فيه الفرد، لكن يمكن قراءتها بشكل مغاير لشببها الكبير بالجسد البشري الذي يحتوي هيكلاً عظمياً وشبكات الشرايين التي تنقل السوائل الحيوية من دماء وماء وتغذية للخلايا، بحيث تعبّر الخرائط عن تفاعل الذات المراوغة مع المحيط الخارجي وليس مجردّ مكان للإقامة.

يعكس المعرض الجذور المتعدّدة لسيلايا التي تعود إلى كوبا وإسبانيا وبورتريكو، فاللوحات تحيل دائماً إلى حالة من التفكك والفقدان والبحث عن أشياء غامضة تنتمي إلى الطفولة أو الحلم وتأخذ أشكالاً تزاوج بين الواقع والفانتازيا، ففي أحد الأعمال يظهر أسد أسود متلألئ فوق خلفية مجرّدة، وفي عمل آخر يسير شخص وحيدا على طريق مزروع بالورد على ارتفاعات شاهقة من حوله وغيرها من المشاهد الغرائبية.

في جميع اللوحات المعروضة، تحضر العزلة التي يعبّر عنها الفنان بطرق مختلفة حيث لا تبدو الأشكال الحيوانية والبشرية متصلة مع الواقع بقدر ما هي تعيش في عوالمها الخاصة، لكنها ترتبط بحبل سريّ يصلها مع ذاكرتها والرغبة في العودة إلى لحظة توازن واستقرار لا تتشكل إلا في المخيلة أو على الورق.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون