آثار نيجيريا.. استعادة ما نهبه الاستعمار

آثار نيجيريا.. استعادة ما نهبه الاستعمار

14 ابريل 2021
(من التماثيل البرونزية النيجيرية التي لا يزال يحتفظ بها المتحف البريطاني)
+ الخط -

أعلن "المتحف الوطني" في العاصمة الإيرلندية دبلن، منذ أيام، عن خططه لإعادة ما يحتفظ به من آثار نيجيرية من أصل أكثر من تسعين ألف قطعة نهبها الاستعمار البريطاني منذ عام 1897، خلال احتلاله للبلد الذي يقع في غرب القارة الأفريقية.

في تقرير نشرته صحيفة "التايمز"، فإن المتحف ينضمّ إلى عدد من المؤسسات الأوروبية التي قررت مؤخراً التزامها بعودة تلك الأوابد، كما فعلت "جامعة أبردين" في أسكتلندا، ومنصّة متاحف "فوروم هومبولدت" في ألمانيا، وكنيسة إنكلترا، وغيرها، وهي مقتنيات أثرية تنتمي إلى مملكة بنين التي تأسّست في القرن الثاني عشر وتوسّعت خلال القرن الخامس لتشمل أجزاء من نيجيريا والنيجر، واشتهرت بمنحوتاتها المصنوعة من النحاس والبرونز والعاج لتمجيد ملوكها.

المتحف الإيرلندي سيعيد إحدى وعشرين قطعة إلى نيجيريا، دون الكشف عن أي مسار رسمي لتنفيذ قراره، في وقت يتعرّض فيه "المتحف البريطاني" بلندن إلى ضغوط لإعادة أكثر من ألف قطعة مسروقة يحتفظ بها منذ حوالي قرن، وكذلك "متحف برانلي" بباريس الذي أعلن عن خطط مماثلة لإعادة ستّ وعشرين قطعة، بعد حملات قام بها نشطاء وحقوقيون في فرنسا خلال السنوات الماضية، وهي تندرج ضمن حملات دبلوماسية تستند إلى إطار قانوني وتغطية سياسية تقوم بها السلطات النيجيرية.

نجحت بلدان أفريقية في حملات دبلوماسية تستند إلى إطار قانوني وتغطية سياسية لاسترداد آثارها

ويتمثّل العائق الأساسي في استرداد الآثار المنهوبة في إثبات أنها أُخذت بالقسر والإجبار في زمن الاستعمار،  ويتطلب ذلك بناء ملفات قوية تجمع بين إثباتات تاريخية وأثرية وبين مبادئ القانون الدولي والاتفاقيات، واللجوء أحياناً إلى المحاكم الدولية، وهو ما نجحت فيه عدد من البلدان الأفريقية في تفنيد مزاعم المتاحف الغربية حول حصولها على تلك الآثار بطرق ووسائل كانت تعدّ "شرعية".

كما تبرز ذريعة أخرى تتصل بعدم قدرة البلدان المستعمَرة سابقاً على حماية تراثها في حالة استعادته، نظراً لعدم وجود متاحف لديها تستوفي الشروط والمعايير الدولية في التعامل مع الآثار، وعدم توفّر كوادر متخصّصة في هذا المجال، الأمر الذي تواجهه نيجيريا بطريقة عملية عبر تشييدها "متحف إيدو للفنون الأفريقية" الذي سيفتتح رسمياً عام 2025، وهو مجهّز بأنظمة للتحكم بالمناخ وأحدث وسائل الحفظ والتخزين.

وفي تصريحات صحافية ردّاً على التشكّكات الغربية، قال أبا عيسى تيجاني، عضو اللجنة الوطنية للمتاحف والآثار في نيجيريا "بالطبع، لدينا مشاكلنا في ما يتعلق بحالة متاحفنا في البلاد، لكن ذلك لن يبقى إلى الأبد، ولدينا خططنا لبناء المزيد من المتاحف".

المساهمون