شكّلت الهجرة إلى بلدان الخليج في النصف الثاني من القرن العشرين ظاهرة اجتماعية استقطبت، جرّاء عوامل النمو الاقتصادي، عمّالاً من مختلف أنحاء العالم، ولكن على مستوى البلدان العربية المجاورة، فإنّ الأمر كان أكثر كثافة؛ بحكم طبيعة اللغة والثقافة والجغرافيا.
عزّز اكتشاف النفط، وبداية الاعتماد العالمي عليه كمصدر أوّل للطاقة، من تلك الحركة التي لا يمكن الحديث اليوم عن أجيال منها لأنّها لم تنقطع في فترة معيّنة، فهي وإن فتَرَت في الوقت الراهن، إلّا أنّها تركت أثراً في بنيوية مجتمع المهاجرين أو العمّال.
"خرج والمفروض يَعُد: عن هجرة المصريين إلى الخليج"، عنوان المعرض الذي يُفتَتح في الثاني من تشرين الأوّل/ أكتوبر المُقبل، في "مركز الصورة المعاصرة" بالقاهرة، بتنظيم من مبادرة "أنثربولوجي بالعربي".
وتهدف الفعالية التي تستمرّ حتى نهاية الشهر المُقبل إلى تسليط الضوء على تجارب وحيوات لأُناس أو عمّال مرّوا بتجربة الهجرة إلى بلدان الخليج العربي.
وحيثُ قُدّمت دراسات عديدة حول تلك الظاهرة التي تتداخل فيها ظروف اجتماعية واقتصادية، ونحا الباحثون فيها إلى تقديم اشتغالات أكاديمية، فإنّ المنظّمين يسعَون إلى عرض تجربة بصرية عنها، على خلفية مفهوم الزمن الذي يُكسِب الهجرة صفات دائمة أو مؤقّتة.
الأعمال الفنية المعروضة هي نتاج ورشة عمل ونقاش، وتتركّز على مواضيع مختلفة مثل: الذاكرة، والموت، والأبوّة، والطبقة وديناميكيات الأسرة، والانتماء والطموح من خلال السرد الشخصي.
ويتضمّن اليوم الأوّل، إلى جانب افتتاح المعرض، إطلاق مطبوعة هي نتيجة تعاون فنّانين ومترجمين من "مركز الصورة المعاصرة" و"مدرار استديو".
تتضمّن التظاهرة، أيضاً، مجموعة من المناقشات؛ ففي مساء الأربعاء 12 تشرين الأوّل/ أكتوبر، تتحدّث فرح حلّابة وريم حاتم حول سؤال "ماذا فعلت هجرة المصريين إلى الخليج في دور الأب والعائلة؟: عن الغياب والزمن المضطرب". أمّا يوم الأحد، 16 من الشهر نفسه، فتُقام جلسة نقاشية بعنوان "بيوت مؤجّلة وحياة 'مِتكرتنة': من الخليج إلى مصر"، تتحدّث فيها لينا الشامي وندى القوني.
وتُعرَض مجموعة أفلام قصيرة في 26 تشرين الأول/ أكتوبر تحت عنوان "إزاي قصصنا بتتحكى، وإزاي نعبّر عنها"، في حين يُخصّص يوم السبت 22 الشهر للجمهور لطرح التساؤلات على القيّمين، بمشاركة المصوّر إبراهيم أحمد.
من المُساهمين في المعرض: خالد الدمرداش، وتسنيم جاد، وإيمان مجدي، وسالي أبو باشا، وعلي زرعي، وطارق العبد الله.