"الرهان الحضري": إعادة ترتيب مدن طاردة

"الرهان الحضري": إعادة ترتيب مدن طاردة

17 مايو 2021
عمل لأومبرتو بوكيوني/ إيطاليا
+ الخط -

مع تضخّمها الديموغرافي وتلوّثها البيئي، باتت المدن (الصناعية بالخصوص) طاردة للسكّان، حيث يفضّل الكثير من المواطنين العيش في بلدات على سكنى المدن رغم الوقت الذي سيخسرونه للتنقل إلى المدينة من أجل قضاء حاجاتهم.

يشير كل ذلك إلى إشكالية في علاقة الإنسان المعاصر بالمدينة الحديثة، وهذه العلاقة هي الموضوع الذي يدرسه الباحث الفرنسي بيير أندريه دي شالندار في كتابه الصادر مؤخراً بعنوان "الرهان الحضري: إعادة رغبة العيش في المدينة".

صدر العمل عن منشورات "أوديل جاكوب"، وفيه ينطلق من تساؤلات من قبيل: كيف تغيّرت علاقتنا النفسية بالمدينة في ظرف بضعة عقود، من مولّدة للأحلام إلى شبكة من التعقيد والإرهاق؟ وهل من الممكن أن تستعاد هذه الرغبة في سكن المدينة؟ 

يرى دي شالندار أنه من الضروري بناء علاقة صداقة مع المدينة اليوم، وإلا سيجرى التفريط في كل أبعادها المعنوية، وهو يعطف بحثه هنا بسياق الوباء الذي ضرب العالم منذ نهاية 2019، فيشير إلى أن كورونا ضاعف خوف الناس من المدينة، فهي البؤرة المفضّلة للفيروس،كما أن ساكنيها كانوا ضحاياها الأكثر تضرّراً نفسياً حيث إن الحجر الصحّي في المدن مثّل لحظة قمع تجد في الأرياف عوامل كثيرة لتخفيفها.

الصورة
الرهان الحضري

يقترح دي شالندار نموذجاً جديداً للمدينة ينطلق من المعمار والإيكولوجيا، حيث يستند إلى مفهوم "المدينة المستدامة"، أي تلك التي تحافظ على جميع الموارد ولا تتحوّل إلى عدوة للبيئة والإنسان.

المساهمون