عشر سنوات... أسئلة وإجابة واحدة!

عشر سنوات... أسئلة وإجابة واحدة!

05 يوليو 2023
+ الخط -

في منتصف 2023

تنتصف 2023 وتكتمل فيها 10 سنوات من "30 يونيو" و"3 يوليو" و"14 أغسطس" و"17 نوفمبر"، وما بين كلّ تاريخ وتاريخ، تواريخ كثيرة، اكتملت وتكتمل وستكتمل عشريتها هذا العام. وكلّها، ما بعدها ليس كما قبلها!

لم أكتب شيئاً منذ سنين كثيرة، يقولون الكتابة تساعد على الشفاء، سأحاول اليوم، ربما هذه المرّة لا أنجح... فقط سأحاول أن تبقى الذاكرة في بقايا الأنفاس.

30 يونيو

ما زال الناس يبحثون في رمي جمارهم على بعضهم، ومستمرون في مطالبة بعضهم البعض بالاعتذار دون كلل أو ملل، وكأنّ عشر سنوات ليست كافية كي يجدي فيها التغافل نفعاً. وكأن المدرسة لم يكتب على سورها مرة: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض". وبالرغم من أنّ الثعلب قد تعلّم الحكمة من رأس الذئب الطائرة، إلا أنّ الجميع ما زال يصرّ على أن تطير رؤوس الجميع، ذئاباً كانوا أم ثعالب. كلّ من دخل الغابة فاتته الحكمة!

3 يوليو

السجالات مستمرة ولم تنته، من دعم وأيّد، ومن رفض واستنكر. هل هو نظام شرعي بعد عشر سنوات، أم انقلاب؟

هل يمكن تجاوز ما حدث؟ هل يمكن أن ننظر في وجوه بعضنا ونعرف كيف غزت التجاعيد وجوهنا؟ هل تستطيع السلطة تقبّل الشعر الأبيض في رؤوسنا؟ هل يمكن أن يأخذ الناس عزاءات شهدائهم؟ هل يمكن أن يخرج المعتقلون ويظهر المخفيون ويعود المنفيون؟

محض أسئلة!

14 أغسطس

تلك عشر سنوات كاملة من المذبحة، ويبقى صوت البيان المقروء والمردّد في كلّ وسائل الإعلام: "وزارة الداخلية تناشد المعتصمين الاحتكام إلى العقل وتغليب مصلحة الوطن... وزارة الداخلية حريصة كلّ الحرص على سلامة كافة المعتصمين وعدم إراقة نقطة دم واحدة. وتتعهد بعدم ملاحقة كافة المعتصمين، باستثناء الصادرة بحقهم قرارات من النيابة العامة بالضبط والإحضار..".

يتكاتفون لقمعنا، فلنتكاتف لحريتنا، لا حلّ إلا في تكاتفنا معاً

أين العقل والاحتكام إليه؟ وأين مصلحة الوطن؟ وأين التعهدات؟

مجرد أسئلة!

ثم أردف البيان: "... عملية فض الاعتصام تتم بقرار من النيابة العامة وبحضور وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية والمجتمع المدني".

أين النيابة العامة؟ وأين وسائل الإعلام؟ وأين المنظمات الحقوقية؟ وأين المجتمع المدني؟

فقط أسئلة!

17 نوفمبر

غادرت القاهرة بحقيبة صغيرة على أمل العودة السريعة، كنت حينها أعتقد أنّ المدّة لن تتجاوز الثلاثة أشهر، ليستقر الوضع لمالك مصر الجديد. لم أعد لأنّ المالك الجديد توحّش، وما زال! ويقول دائماً عنّا إنّا "أهل الشر". لست وحدي من خرج حينها، خرج قبلي ومعي وبعدي الكثير، وما زال نزيف الخروج مستمرا.

لا أسئلة!

النجاة جماعية

يتكاتفون لقمعنا، فلنتكاتف لحريتنا... لا حلّ إلا في تكاتفنا معا. هذا الوطن لنا.

إجابة لا ينتظرها أصحاب العشر سنين!

عبد الرحمن فارس
عبد الرحمن فارس
محرر أول، من أسرة العربي الجديد. (طفلٌ صغيرٌ في جحيمِ الموجِ حاصرهُ الغرق). منفي، خامل اجتماعيا، مؤمنٌ بالحرية. مدينٌ لثورة 25 يناير بكثيرٍ لا ينتهي.