حسام كنفاني

مسار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان والمضي إلى النهاية في تنفيذه سيؤديان إلى مشهد سياسي لبناني جديد، قد يحمل في طياته مخاطر انفجارات داخلية.

رغم الأجواء الإيجابية التي أوحاها المبعوث الأميركي هوكشتاين خلال زيارته بيروت، إلا أن لا شيء نهائياً بعد بانتظار انتهاء المباحثات التي سيجريها في تل أبيب.

سجال النصر والهزيمة، ومن كان على حق ومن كان على خطأ، مستبَق كثيراً لأوانه في ظل الإبادة الجماعية الإسرائيلية، والتي لا تقف عند حدود قطاع غزة ولبنان.

تحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية عن السعي لإنهاء الحروب المستعرة في العالم، ما يطرح أسئلة كثيرة عن كيفية تحقيقه ذلك.

محصلة المفاوضات التي سيجريها هوكشتاين في لبنان ومسوّدة الاتفاق التي يحملها ستكون وضع اللبنانيين أمام خيارين؛ إما الرضوخ لإسرائيل أو تحمل الحرب وتداعياتها.

الإجماع على حرب لبنان بدأ يلقى قبولا في الداخل اللبناني، بترتيب مع الدول العربية والغربية، في بحث سيناريو "اليوم التالي" لإضعاف حزب الله أو نزع سلاحه.

ظاهرة الدول اللبنانية داخل الدولة كانت سائدة خلال الحرب الأهلية. ومع نهاية الحرب، يبدو أن هذه الدول استمرت سراً، ولم يظهر منها إلا تلك التي أنشأها حزب الله.

عزل حزب الله داخليا من أهم الأهداف التي تسعى إليها واشنطن وتل أبيب، والحراك الأميركي بدأ فعليا مع المسؤولين اللبنانيين لترتيب انتخاب رئيس الجمهورية.

من المرتقب أن ترد إسرائيل على الرد الإيراني، وعلى أساسه سيتحدد ما إذا كانت هذه الحرب الشاملة ستبقى من طرف واحد أو من أطراف عدة.

يبدو أنّ حزب الله لا يريد الدخول في حرب واسعة ضدّ إسرائيل، ولا يزال يأمل في أن تفلح الجهود الدبلوماسية في وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية.