وقفة مع نادية هناوي

وقفة مع نادية هناوي

23 اغسطس 2020
نادية هناوي
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه. "على المثقفين أن يعلنوا رفضهم للتآمر على قضية فلسطين العادلة" تقول الناقدة العراقية في حديثها إلى "العربي الجديد".


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- التأقلُم مع الحياة الافتراضية كأهم درس نتعلّمه من كورونا، وأهتمُّ كثيراً بما يُكتب ويُنشر حول الأدب النسوي ونقده. وأجد نفسي ملزمة لا بالكتابة في هذا الميدان فحسب، بل المشاركة في المؤتمرات وتقديم المحاضرات كجزء من مشروع كبير أحاول فيه الكشف عن المفاهيم وتوضيح المعطيات للمتلقّين عامة، توكيداً للنتاج الإبداعي الذي تكتبه المرأة، وكذلك الإبداع الذي يُكتب وموضوعه المرأة.

شغلني أيضاً، هذه الأيام، خبر تطبيع الإمارات مع العدوّ الصهيوني المحتل. كتبتُ مباشرة على حسابي في فيسبوك بياناً وجّهته إلى كل المثقّفين العرب وإلى اتحادات الأدباء والكتّاب العربية خاصة. أكّدتُ فيه ضرورة رفض التآمر على قضية فلسطين العادلة. وحيّيت فيه موقف الأدباء الذين أعلنوا مقاطعتهم الثقافية لكل الفعاليات مع الإمارات. وضرورة أن يكون هذا موقفنا جميعاً نحن المثقّفين العرب شجباً لكل ما من شأنه أن يسيء إلى قضايانا المصيرية، وخاصّةً قضية فلسطين التي بيعت بأثمان بخسة بحجج واهية لا تُقنع أبسط العقول. وعلى إثر احتجاجي على التطبيع أعلنتُ انسحابي من عضوية اللجنة التي شكّلها "اتحاد الأدباء العراقيين" لترشيح إحدى الروايات من منشوراته لجائزة "البوكر" لدورة العام المقبل.


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- "جموح النص وفروسية الناقد- شجاع مسلم العاني في مضامير النقد" صدر عن "دار الشؤون الثقافية العامة" ببغداد هذا العام وسيصدر لي قريباً كتاب "قصة القصة.. دراسة ميثودلوجية في جريان القصة العراقية من المنابع الى المصبات" عن دار غيداء بالأردن. وفيه أقدّم مسحاً نوعياً لتطوّر القصة العراقية وخصائص مسيرتها التاريخية التي تقارب القرن من الزمان.


■ هل أنت راضية عن إنتاجك ولماذا؟
- رضاي عن أعمالي هو في ما أجده من اهتمام القرّاء بكتاباتي، وما ألقاه أيضاً من لدن زملائي النقّاد الذين أكنّ لهم احتراماً وتقديراً كبيرين.


■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟
- بالتأكيد النقد؛ فهو الباب الذي منه أطلّ على عالم القراءة والكتابة والبحث.


■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- ما أرجوه هو نجاة البشرية من وباء كورونا وأن تتسارع وتيرة اكتشاف اللقاح الناجع والأكيد في أقرب وقت ممكن، آملةً أن تتهيّأ أيضاً مستلزمات توزيع هذا اللقاح عند إنتاجه في بلدان العالم كافّة من دون تمييز أو استثناء.


■ شخصية من الماضي تودّين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟ 
- الجاحظ. لقد كان شخصية أدبية سابقة لعصرها في علمها وأدبها ونقدها وتفتُّح وعيها ونبوغ فكرها، ممتلكةً قدرات فذّة وأصيلة في الانفتاح والتحاوُر مع مختلف الآداب والأديان والهويات حتى كانت عولمية من قبل العولمة بقرون.  


■ صديق/ة يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
- أساتذتي وطلّاب البحث هم أكثر من أتواصل معهم دائماً.


■ ماذا تقرئين الآن؟
- لدي عودة إلى الروايات الكلاسيكية العربية والأجنبية مثل: "مرتفعات وذرنج" لـ إميلي برونتي، و"ذهب مع الريح" لـ مارغريت ميشيل، و"الجريمة والعقاب" لـ ديستويفسكي، وبعض الروايات التي تستعيد تجارب الأوبئة مثل رواية "الجبل السحري" لـ توماس مان وعنها كتبتُ مقالاً سيُنشر قريباً.


■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- الصوت الفيروزي هو الزاد الموسيقي والغنائي اليومي. وأقترح عليكم سماع قصيدة "أنشودة المطر" مغنّاة بصوت المطرب محمد عبده.  


بطاقة 
ناقدة وباحثة عراقية متخصّصة في نظريات النقد الأدبي وفلسفة الجمال. تدرّس حالياًَ في "كلية التربية" بجامعة المستنصرية. من مؤلّفاتها الأخيرة: "السرد القابض على التاريخ" (2018)، و"موسوعة السرد العربي: معاينات نقدية ومراجعات تاريخية" (2019)، و"نحو نظرية عابرة للأجناس (2020).

وقفات
التحديثات الحية

المساهمون