وسام ياسين تجمع بين الصحافة والمسرح

29 يناير 2017
في أحد أدوارها المسرحية (العربي الجديد)
+ الخط -

من النادر أنّ يختار الإنسان بين مصدر رزقه ومجال هوايته، لكن في حالة الفلسطينية وسام ياسين فالأمر مختلف، إذ تنهمك الغزّية في التوفيق ما بين شغلها في مجال الصحافة، وما بين اعتلاء منصة المسرح للقيام بأدوار تمثيلية تستهويها، تحاكي بها قضايا معرفية وتوعوية وأخرى تناقش مشاكل القطاع.


ياسين، درست تخصصُا بعيدًا عن كلا المجالين، عندما انهت دراستها للأحياء الدقيقة في كلية التربية من جامعة الأزهر، لكن تأثرها بوالدها الذي عمل صحافيًا ومسرحيًا قبلها، جعلها تشق الطريق ذاته منذ الصغر، لتصنع الفلسطينية لنفسها شخصيتين مختلفتين تُعبر في كل شخصية منهما عما لا تستطيع أن تعبر عنه في الشخصية الأخرى.


وتوضح ياسين، مراسلة قناة "الحرة" في غزة، لـ"العربي الجديد"، أن بدايتها في المسرح كانت منذ طفولتها في دولة الكويت مع والدها الذي عمل ممثلاً مسرحيًا، عدا عن أنها التحقت بالصحافة بعام 2003 كمجال آخر استهواها بفضل والدها الذي شغل منصب مدير تحرير لعدد من المجلات الكويتية والفلسطينية.


وتقول الصحافية الغزّية: "كثيرا ما يستهويني أن أعمل في مجال أحبه وأدعم هواياتي بحيث تكون مصدر رزق لي أيضًا، وهذا ما يتفق مع الإعلام"، أما بالنسبة للمسرح فإن منصته الخشبية والشعور الجميل الذي ينتابها فور اعتلائها وأدائها لأكثر من شخصية، يعتبر دافعًا لها للعمل فيه وخوض التجربة.


وتبيّن ياسين أن رسائلها في مجالي الإعلام والمسرح واحدة لا تختلف، كونهما أداة من أدوات التواصل مع الجمهور، مشيرةً إلى أنها تستخدمهما لأغراض توعوية ومعرفية وإخبارية إضافة إلى أنها قد تكون علاجية لسلوكيات أو قضايا معينة.


وتطرّقت الممثلة المسرحية في حديثها إلى وجود بعض الرسائل التي لا يمكن طرحها في الإعلام، فتجد في المسرح حضنًا لها، كون الأخير أكثر مرونة من سابقه، لكنها لم تُخفِ وجود تقاطع بين كلا المجالين في نقاط كثيرة، في ظل وجود قضايا حاسمة تحتاج الإعلام أكثر من المسرح.




وأضافت ياسين أن المسرح والإعلام لهما قوتهما في الوصول إلى الجمهور، لكن المسرح مُفضل أكثر كونه يتنقل بين الدراما والتراجيديا والكوميديا، في حين تكسو الجدية مجال الإعلام، إلا أن الأخير يصل إلى عدد أكبر، في ظل اقتصار متابعي المسرح على النخبة الفنية والثقافية.


جهدٌ كبير تبذله الغزّية في التوفيق ما بين عملها في كلا المجالين، وتقول: "كوني أحب المسرح والإعلام فهذا يتطلب جهدا كبيرًا للتوفيق بينهما، لكن الأولوية دائما للإعلام لأنها وظيفتي التي ألتزم بها، أما المسرح فهو عمل متقطع، كذلك أحاول التوفيق بين عملي وبيتي وأسرتي".


المنصتان تعبران عن ذات ياسين على اختلاف طبيعتهما وظروفهما، وإلا لما عملت فيهما سويةً، إذ قد تكون مقولة "حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب" الأقرب للتعبير عن حالة الفلسطينية واندفاعها نحو المجالين، فهي لا تواجه مشكلة في العمل بكلا المجالين في ظل دعم عائلتها وزوجها لها.


وتشير ياسين إلى "أن الواقع يتغير في الوقت الذي تتغير فيه نظرة الناس نحو الأفضل سواء في العمل الإعلامي أو المسرحي، في حين قد يكون "المسرح يواجه بعض التحديات في حرية الطرح والتمادي في الشخصيات، والملابس الخاصة بأدوار النساء فهناك خطوط حمراء كثيرة لا يمكن تجاوزها".


وتؤكد الصحافية الفلسطينية أن "نظرة المجتمع الفلسطيني للمرأة العاملة في المجالين اختلفت نوعًا ما، في حين أن المسرح يشهد اقبالاً جيدًا من قبل الفتيات الممثلات على عكس السنوات الماضية".


حتى ذلك، تشير ياسين إلى أن ما ينقص مجالي المسرح والإعلام في قطاع غزة، هو الحرية في التعبير والوصول إلى مناطق جديدة تؤثر على المتابع دون محددات، غير أن المسرح يحتاج إلى ثقافة مسرحية وجمهور "يطلب المسرح ويشتري تذكرته لا أن ينتظر دعوة مجانية لمجاملة أصحاب العمل فقط".




المساهمون