نظام الأسد يحارب الذكورية: انضممن إلى الجيش!

نظام الأسد يحارب الذكورية: انضممن إلى الجيش!

12 نوفمبر 2017
فيلم "بنت البلد" عُرض على قناة "سما" (فرانس برس)
+ الخط -
استهدف نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، معظم الشباب المتبقي في الداخل السوري من خلال حملات مكثفة للتجنيد الإجباري سُوّق لها إعلامياً. ويبدو أن حملات استقطاب الشباب لجيش النظام لم تعد ناجعة أخيراً، فبدأ بإنتاج مواد إعلامية تسوّق لتجنيد النساء.

في هذا الإطار، بثت قناة "سما" الفضائية، التابعة للنظام السوري، فيلماً وثائقياً عنوانه "بنت البلد". ويرصد الفيلم الحياة اليومية لفتيات جندن لصالح النظام، وحصلن على رتبة رقيب أول ضمن السلك العسكري.

ويبدأ بلقطة تضم فتيات يخضعن للتدريبات العسكرية، تليها لقطة مأخوذة من فيديو لإحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تتفاخر ببيع وإهداء السبايا من النساء، ويعلق الراوي "تتعاطى كل امرأة مع مثل هذه المشاهد بحسب طبيعتها ومعاناتها وقدرتها على أخذ المبادرة، بعضهن امتلكن القرار بحماية أنفسهن وبيوتهن ومضين في رحلة يومية إلى مقارعة الخطر المتربص بالبلاد، بنسائها ورجالها". هكذا يبرر المعلق وجوب أخذ النساء "المبادرة" والانضمام إلى صفوف الجيش لحماية شرفهن من "داعش" والجماعات المتشددة.

ويحاول الفيلم أن يلتقط للنساء المجندات مشاهد تؤكد على طبيعتهن الأنثوية، فالفيلم يؤكد أن صورة المرأة التي ترتدي البزة العسكرية لا تلغي الأنوثة، بل تزيدها إثارة، وهكذا تظهر الفتيات باللباس العسكري متزينات بالحلق الملون والشعر المسترسل والمكياج الخفيف. إضافةً إلى ذلك، يسلط الفيلم الضوء على مجندات التقين بفرسان أحلامهن في الجيش، وكأن الإعلام السوري بدأ يفكر في استغلال "ظاهرة العنوسة" التي روّج لها قبل عام، ويريد توجيه رسالة بأن الجيش هو فرصة للحب والزواج!

كما يحاول الفيلم أن يطرح مفهوم تجنيد الفتيات وكأنه ثورة على المجتمع الشرقي والذكوري، ويوصل هذه الرسالة من خلال تصريحات الفتيات المجندات اللواتي أكدن أن المجتمع لم يتقبل خطوتهن، لكن "الإنجازات العسكرية كانت كفيلة بإثبات وجودهن في المجتمع".

كما يستعرض "شجاعة" فتاة استطاعت قيادة الآليات الثقيلة، ومنها الدبابة، وعقب المعلق على الحدث "في بعض البلدان العربية تمنع المرأة من أن تقود السيارة، أما في سورية فتقود المرأة الدبابة".

وصرحت أول قناصة في جيش النظام التي يقال إنها مدرسة جامعية، معتبرة "الفرق بين القناص والمعلم، هو أن المعلم يساهم في تنمية البلاد من خلال تثقيف الناس وجلب مستقبل أكثر إشراقا للأطفال، وهذه مهمة نظرية، أما القناصة فيعملون بطريقة أكثر عملية، وبهذا سنقضي على الإرهابيين من بلادنا"، ودعت النساء إلى اختيار الطريق العملي والأكثر فعالية في هذا الظرف.

المساهمون