نازحو الأنبار: ثمن الكفيل في بغداد 700 دولار

نازحو الأنبار: ثمن الكفيل في بغداد 700 دولار

21 ابريل 2015
محافظ بابل يمنع دخول النازحين: اذهبوا ودافعوا عن مدينتكم(Getty)
+ الخط -

استغل فاسدون، منهم عناصر أمنية، معاناة النازحين من الأنبار وشرط "الكفيل" الذي فرضته الحكومة العراقية لدخول بغداد، ليقدموا عروضاً للعالقين على مداخل المدينة بتوفير كفيل مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 700 دولار، رغم زعم الحكومة إلغاء العمل به.

وقالت مستشارة رئيس البرلمان لشؤون المصالحة الوطنية، وحدة الجميلي، في بيان صحافي، إنّ "قرار الكفيل أعطى ذريعة لبعض المنتفعين لبيع كفالات بمبالغ وصلت لـ 700 دولار"، معتبرة "قرار الكفيل تقويضاً للمصالحة الوطنية وتآكلاً للهوية الوطنية، حيث يخلق فجوة كبيرة تؤثر على السلم الأهلي وتآكل الهوية الوطنية والانتماء الوطني لهؤلاء النازحين، عند استشعارهم بأنّ حركة تنقلهم في محافظات بلدهم مقيدة، ولا يمكن أن يدخلوا أيّ محافظة إلا بشروط".

وأشارت الجميلي إلى أنّ "طلب نظام الكفيل الضامن من نازحي الأنبار، لاقى استياءً سياسيّاً وشعبياً كبيرين"، مطالبة القوات الأمنية بـ "الامتثال لقرار البرلمان برفع طلب الكفيل".

وأضافت الجميلي أنّ "الشعب العراقي اليوم هو شعب متحرك بفعل العمليات الإرهابية، وأنّ احتمال نزوح المواطنين من محافظة إلى أخرى وارد جداً".

عناصر أمنية فاسدة
من جهته، أكّد مصدر أمني أنّ "عناصر فاسدة داخل الأجهزة الأمنية وجدت طريقها للاستفادة من معاناة النازحين، من خلال بيع الكفالات إليهم".


وأوضح المصدر لـ "العربي الجديد" أنّ "هناك سماسرة يتجولون في المنافذ الحدوديّة، تعاملوا مع الأجهزة الأمنيّة، يسهلون حصول النازحين على الكفالة مختومة وجاهزة من قبل الأجهزة الأمنية مقابل مبالغ ماليّة".
وأضاف أنّ "الكثير من النازحين أجبروا على شراء الكفالات، بسبب شدة معاناتهم عند المعابر الحدوديّة".

من جهته، طالب رئيس لجنة النازحين البرلمانيّة رعد الدهلكي، الحكومة بأن "تضع حدّاً لنظام الكفيل، وأن تسمح للعوائل النازحة بالدخول إلى بغداد والمحافظات الأخرى من دون شروط، وعلى الأجهزة الأمنية أن تقوم بواجبها بحفظ الأمن".

وقال الدهلكي لـ "العربي الجديد" إنّ الحديث عن إلغاء نظام الكفيل غير صحيح، وإن العمل به مستمر حتى الآن، منتقداً "فرض شروط على العراقيين داخل بلدهم وتقييد حركتهم من قبل الحكومة".

محافظ بابل يغلق أبوابها

في غضون ذلك، منعت إدارة محافظ بابل جنوبي العراق، دخول الرجال النازحين ضمن العوائل من محافظة الأنبار.

وقال محافظ بابل، صادق مدلول، خلال مؤتمر صحافي، إنّ "المحافظة قررت، ولأسباب أمنيّة، نزولاً عند طلب أهالي المحافظة عدم دخول الرجال والشباب من نازحي الأنبار بين عمر 18 سنه إلى 50 سنة"، داعياً إيّاهم إلى "العودة لحماية محافظتهم من خلال التطوع للقتال جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة والحشد الشعبي للدفاع عن العراق، كما هو حال شباب بابل".

وأكّد أنّه "أصدر تعميماً على حواجز التفتيش الحدودية والداخليّة بالمحافظة للعمل بهذا القرار"، مضيفاً أنّ "العمل بقرار الكفيل ما زال مستمراً بالنسبة للعوائل والأعمار المسموح لها بدخول المحافظة من أجل حفظ الأمن فيها".

اقرأ أيضاً:
العراق: أزمة النازحين الجدد تتفاقم والمساعدات لا تكفي
نازحة عراقية ترمي طفلها في الفرات بعد وفاته جوعاً
إجراءات أمنية تمنع آلاف النازحين من دخول بغداد

دلالات