موريتانيا: وقف عرض مسلسل "الغابة" بلا توضيح للأسباب

14 مايو 2020
اعتبر النقاد "الغابة" قفزة نوعية (فيسبوك)
+ الخط -
فوجئ الوسط الفني في موريتانيا بوقف عرض مسلسل "الغابة" الذي اعتبره النقاد قفزة نوعية في تاريخ الدراما الموريتانية، من حيث الإخراج ومستوى الإنتاج وجمالية الصورة والنص الدرامي، من دون الإفصاح عن الأسباب الحقيقية لهذا القرار الذي ترافق مع تصاعد الجدل حول محتوى المسلسل، وكيفية معالجته للقصة، وانتقاده المبطن لقيم وأخلاقيات النظام الاجتماعي.

واختار صناع المسلسل شهر رمضان لعرضه، للاستفادة من ارتفاع نسبة المشاهدة والزخم الذي تحظى به المسلسلات في هذه الفترة. لكن ومنذ بداية الإعلان عنه رافق "الغابة" جدل واسع واتهامات متبادلة. شملت مشاكل المسلسل الاتهامات بسرقة قصته والسيناريو، والخلافات التي دبّت داخل فريق العمل، وانتقادات لطريقة معالجة المسلسل لقضايا اجتماعية لا تزال محل خلاف.  

يعتبر مسلسل "الغابة" أول تجربة إنتاج درامي لكوكبة من الفنانين الشباب حاولوا تسليط الضوء على ما يصفونه بـ"واقع بدون رتوش"، غير أن معارضي المسلسل يرون أنه تجاوز مسألة إظهار الواقع على حقيقته إلى مهاجمة النسق الاجتماعي ومنظومة التقاليد والقيم.

وفي ظل غياب توضيح رسمي لأسباب وقف عرض المسلسل وتضارب التفسيرات، حتى التي قدمها صناع المسلسل، ظلت فئة عريضة من متابعي المسلسل ينتظرون عودة عرضه، خاصة بعد أن نفى مخرجه، الناجي سيدي، أن يكون للأمر أي علاقة بفرض وصاية على الفن أو بسبب انتقادات الجمهور وآرائهم في الحلقات الأولى من المسلسل، مؤكداً أن السبب يتعلق بمشاكل داخلية.

ويرى الناقد سيدي ولد الزين أن مخرج مسلسل "الغابة" أراد من خلال تصريحاته حول أسباب توقف بث المسلسل عدم تعقيد المشكل بهدف إيجاد حل وسط يسمح بإعادة بثه، معتبراً أن الحديث عن مشاكل أخرى اعترضت بث المسلسل ما هو إلا تبرير بعيد عن الأسباب الحقيقية.

ويشير إلى أن جميع المؤشرات تؤكد أن هناك تدخلا رسميا أدى إلى توقف بث المسلسل بعد الانتقادات التي وُجهت له، واتهام بعض الكتّاب له بالتجاسر على قيم وأعراف المجتمع، خاصة في المشاهد التي جمعت بين بطل المسلسل وممثلات أخريات.



ويضيف "كانت هناك انتقادات كثيرة طاولت المسلسل منذ الحلقة الأولى بسبب المشاهد التي لم يألفها المتابع للأعمال الدرامية المحلية كمشهد استحمام البطل، ومشهد النظرات المتبادلة بينه وبين البطلة التي يفترض أنها حبيبته وسيتزوجها. هذه المشاهد وإن قد تبدو عاديةً وبديهية في الأعمال الدرامية، إلا أنها ليست كذلك في مجتمع يحرّم السلام باليد بين الرجل والمرأة وإظهار المشاعر علناً حتى بين المرتبطين رسمياً".  

ويرى الناقد أن مسلسل "الغابة" لا يتنافى مع تقاليد المجتمع وعاداته، وأن الهجوم الذي تعرض له ليس شفافاً ولا موضوعياً، ويقول إن "غالبية منتقديه انطلقوا من مبدأ رفض كل جديد خارج عن المألوف، ولم ينتظروا استكمال عرض المسلسل للحكم عليه"، معتبراً أن المسلسل يستحق الإشادة والتشجيع بالنظر لمستواه الفني والتقني، خاصة لناحية التصوير والإضاءة وأداء الممثلين، وأيضاً بالنظر للظرفية التي تم فيها إنتاج العمل في ظل انتشار فيروس كورونا.

ويعالج المسلسل قضية انتشار الأدوية المزورة في موريتانيا، والشبكات الإجرامية التي تبسط سيطرتها على هذه التجارة المزدهرة في غرب أفريقيا.

المساهمون