مزاد على "حصالة" تبرعت بها طفلة فلسطينية لغزة

09 اغسطس 2014
الطفلة جيهان النجار من الخليل (العربي الجديد)
+ الخط -

حظيت حصالة نقود، تبرعت بها لقطاع غزة، طفلة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، باهتمام إنساني بالغ وكبير لفت أنظار العديد من المتتبعين، بغض النظر عن المبلغ الذي في داخلها، وعُرضت في مزاد علني، يعود ريعه لأطفال قطاع غزة، على الهواء مباشرة عبر "راديو الخليل".

الطفلة جيهان النجار، البالغة من العمر عشر سنوات، اتصلت عبر إذاعة الخليل، للمشاركة والتبرع ضمن حملة الإغاثة التي أطلقتها الإذاعة على مدار أيام بالتعاون مع نقابة تجار المواد الغذائية في مدينة الخليل لمساعدة أهالي القطاع لا سيما بالمواد الغذائية والمياه.

ويقول محمود سنقرط أحد العاملين في راديو الخليل لـ"العربي الجديد"، حضرت الطفلة جيهان إلى مقر الإذاعة بعد اتصالها مباشرة، برفقة والدها الذي كان ينوي التبرع، أيضا، وقدمت حصالتها كتبرع لأطفال غزة المنكوبين.

ويضيف: "اقترح أحد أعضاء نقابة تجار المواد الغذائية، أن يتم استثمار تبرع الطفلة بحصالتها التي تحوي مبلغا قليلا من المال، وفرته من مصروفها اليومي، "والعيدية" التي حصلت عليها من أقاربها في عيد الفطر، للاستفادة بأكبر قدر ممكن من الناحية الإنسانية".

وتابع سنقرط، أن الحصالة طرحت على الهواء مباشرة ضمن مزاد علني، توالت بعدها الاتصالات من قبل المتبرعين، حيث وصل المبلغ في إحدى الاتصالات إلى ألف دولار بشرط أن تعود الحصالة للطفلة التي رفضت بدورها العرض، واشترطت أن تذهب حصالتها برفقة ما يقدمه صاحب المزاد إلى قطاع غزة، ووصل الرقم في المزاد إلى 2200 دولار وما زال مفتوحا.

والد الطفلة مازن النجار، أشار إلى أن جيهان تتابع أخبار قطاع غزة عبر شاشة التلفزيون باهتمام كبير، وقال: "كنت في طريقي إلى التبرع لقطاع غزة استجابة للحملة التي أطلقها راديو الخليل، وطلبت مني أن ترافقني وتتبرع بحصالتها والتي تحوي نحو (50 دولارا) من النقود التي حصلت عليها في العيد".

ويشير إلى أن طفلته غالبا ما تبكي عندما تشاهد أطفال القطاع الذين يعرضون على التلفزيون، حيث تركت تلك المشاهد أثرا كبيرا في نفسها، وهي لا تنسى الكثير من الحالات المؤثرة في قطاع غزة لا سيما التقارير التي تعرضها الشاشات عن أطفال غزة الشهداء.

ويلفت والدها أنه رفض طلبها مرافقته للمستشفى للتبرع بالدم، وأقنعها أن الأطباء سيرفضون ذلك أيضا لصغر سنها، كما اقترحت عليه التبرع بكرسي متحرك كان لطفلته المتوفية، حتى يستفيد منه طفل من القطاع.

من ناحيتها، قالت الطفلة جيهان النجار لـ"العربي الجديد" إنها غالبا ما تشعر بالحزن والأسى لما يحدث مع أطفال قطاع غزة، لا سيما أثناء متابعتها لبعض المشاهد التي تعرض على شاشة التلفزيون، ما دفعها للتفكير بتقديم شيء لهؤلاء الأطفال.

وأضافت النجار، أنها تشعر أن أطفال غزة هُم أخوتها، مثل أخوتها في البيت تماما، كما هُم أيضا أبناء بلدها، ووطنها فلسطين، وقالت إنها لم تشعر أنها قدمت لأطفال غزة الشيء الكبير، ولفتت إلى أن تبرعها كان أقل شيء ممكن أن تقدمه لهم، وعبرت أيضا أن شعورها لا يوصف، ووصفته بالجيد والرائع عندما قدمت شيئا للناس الذين لا يتوفر لديها الطعام والماء ولا حتى المسكن.

ووجهت النجار رسالة تضامن لأطفال غزة، ودعت الله أن يمنحهم الصبر، وأن يرحم الشهداء منهم، وتمنت أن تراهم طيورا يحلقون في الجنة، وتمنت أيضا من الله أن يشفي الجرحى الذين خلفتهم الحرب وراءها، وأن يخفف مصاب من تركتهم الحرب بلا مأوى.

المساهمون