متران من الخشب

متران من الخشب

30 ابريل 2019
(فرنسيس سمعان)
+ الخط -

لمَّا وقفنا والموت وجهًا لوجه

كنتُ في السابعة من العمر لمَّا
كشَّر لي الموت عن أبعاده.

متران من الخشب
ضمَّا رفات جدّي
تلك التي نُقِلَت إلى مقبرة جديدة.

كنتُ،
في ما مضى،
جاهلةً بأمر الموت
ومهمته القاتمة.

انهمر المطر
وقد تحلَّقَت أسرتي حول اللحد.
أما حفَّارو القبور،
فشدّوا الحبال
ودلّوا النعش
كي يضرب في الأرض بجذوره.

ومن يومها أحمل البصمة التي
تركَتها في نفسي تلك الأمسية
لمَّا وقفنا والموت وجهًا لوجه.


■ ■ ■


إيقاع

لمَّا كانت الهواتف
مشدودةً إلى الجدران لم تزَل،
كانت الموسيقى
تنساب على مرِّ الصفحات.

وبينما الروتين ينسلّ من عظامي، خفيًّا،
كان إيقاعُ السابلة يرتجل نغمتَه المعهودة.

مضى الزمن
ولم تزَل
رجفةُ مداعبةِ الأنغام
تتَّقد، بين السطور،
تلك الأنغام الكاشفة عن الجمال
الذي يطوِّق الكلمة، الوفية للشعر
(حتى وإن حطَّمَت الهواتف أغلالها).


* Frances Simán شاعرة هندوراسية فلسطينية الأصل، لأسرة من بيت لحم. تنشط فرنسيس سمعان في الحياة الثقافية الهندوراسية من خلال كتابتها وترجماتها الشعرية وتنظيمها لفعاليات شعرية من بينها "أسبوع أليكانتو الشعري".

** ترجمة عن الإسبانية: مارك جمال

المساهمون