ما هو "العرض والطلب"؟
ما هو "العرض والطلب"؟
كاتب وخبير أردني في الشؤون الاقتصادية. درس الاقتصاد في جامعة فلوريدا الأميركية في عام 1996. متخصص في تحليل أسواق المال والطاقة العالمية. يعمل رئيساً للأبحاث الاقتصادية منذ 1999 في الشركة المتحدة للاستثمارات المالية ومقرها عمّان.
مباشر
يؤثر العرض والطلب على حياة اليومية للمواطن (Getty)
العرض والطلب، هو واحد من أكثر المفاهيم الأساسية في علم الاقتصاد. في الحقيقة كل من العرض والطلب له مفهوم منفصل، ولكن دائماً ما يتم الحديث عنهما بشكل مشترك.
يؤثر العرض والطلب على كل شيء نفعله تقريباً. عند زيارة المركز التجاري لمشاهدة أحدث صيحات الموضة، أو عندما تقتني نسخة من أحدث لعبة فيديو، أو أن تقص شعرك وفق تسريحة حديثة، فأنت تفصح للمتاجر عن أنواع السلع والخدمات التي تكون على استعداد لشرائها. هذا هو الطلب؛ أي قدرتك واستعدادك لدفع ثمن سلعة أو خدمة معينة.
يهم أصحاب المتاجر كثيراً معرفة اتجاهات الطلب بدقة، فهم يستخدمون معلومات حول ما تقوم بشرائه عندما يقررون ما سيطرحون في متاجرهم من بضائع. وعلى هذا الأساس، يطلب أصحاب المتاجر سلعة ما من الشركات المصنعة من خلال النظر في ما كنت قد اشتريته في الماضي، وما يعتقدون بأنك ستشتريه في المستقبل. هذا هو العرض؛ أي كمية من سلعة معينة يعرضها البائع بسعر معيّن ووقت معيّن.
تعمل آليات العرض والطلب معاً في ظل اقتصاد السوق. ولكي ينجح السوق ويستقر، يتوجب على المتاجر بيع ما يريده المشترون، وأن يكون المشترون على استعداد لإنفاق أموالهم.
تبقى السوق موجودة ما دام المشترون والبائعون يقومون بتبادل السلع والخدمات. فالمشترون يقومون بطلب السلع والخدمات، في حين يقوم البائعون بتزويدهم بها. هذا التفاعل المتواصل هو ما يحدد أسعار السوق، حيث يرتفع سعر سلعة ما عندما لا يعرض البائعون ما يكفي لتلبية الطلب، وتنخفض عندما لا يشتري المستهلكون ما يكفي من المعروض للبيع.
وترسل الأسعار إشارات هامة لكل من المستهلكين والمنتجين. فعندما ترتفع أسعار سلعة ما، يكون لدى المستهلك حافز أقل للشراء، في حين يكون لدى المنتج حافز أكبر لإنتاج أكثر، إلى أن تبدأ الأسعار بالتراجع من جديد نتيجة لارتفاع المعروض.
في الفترة الأخيرة، تراجعت أسعار النفط العالمية بشكل حاد نتيجة لارتفاع العرض وتراجع الطلب على النفط. ففي جانب الطلب، هناك انخفاض واضح على الطلب العالمي على النفط بسبب ضعف النشاط الاقتصادي في الدول المستوردة للنفط وعلى رأسها أوروبا وآسيا. وفي جانب العرض، فقد تزايد الدور الأميركي في الإنتاج العالمي للنفط نتيجة التطور الكبير في تقنيات استخراج النفط الصخري.
تحدث هذه التغيّرات في العرض والطلب كل يوم. في الواقع، يتتبع الاقتصاديون أنماط الشراء والبيع لكل واحد منا، والتي من خلالها يبنون توقعاتهم حول مستقبل الاقتصاد. لذا، في المرة القادمة عندما تذهب للتسوق، تذكر أنه في كل مرة تنفق من مالك الخاص، فأنت تلعب دوراً فعالاً في اقتصاد السوق، وأنت من ضمن معادلة العرض والطلب!
(خبير اقتصادي أردني)
يؤثر العرض والطلب على كل شيء نفعله تقريباً. عند زيارة المركز التجاري لمشاهدة أحدث صيحات الموضة، أو عندما تقتني نسخة من أحدث لعبة فيديو، أو أن تقص شعرك وفق تسريحة حديثة، فأنت تفصح للمتاجر عن أنواع السلع والخدمات التي تكون على استعداد لشرائها. هذا هو الطلب؛ أي قدرتك واستعدادك لدفع ثمن سلعة أو خدمة معينة.
يهم أصحاب المتاجر كثيراً معرفة اتجاهات الطلب بدقة، فهم يستخدمون معلومات حول ما تقوم بشرائه عندما يقررون ما سيطرحون في متاجرهم من بضائع. وعلى هذا الأساس، يطلب أصحاب المتاجر سلعة ما من الشركات المصنعة من خلال النظر في ما كنت قد اشتريته في الماضي، وما يعتقدون بأنك ستشتريه في المستقبل. هذا هو العرض؛ أي كمية من سلعة معينة يعرضها البائع بسعر معيّن ووقت معيّن.
تعمل آليات العرض والطلب معاً في ظل اقتصاد السوق. ولكي ينجح السوق ويستقر، يتوجب على المتاجر بيع ما يريده المشترون، وأن يكون المشترون على استعداد لإنفاق أموالهم.
تبقى السوق موجودة ما دام المشترون والبائعون يقومون بتبادل السلع والخدمات. فالمشترون يقومون بطلب السلع والخدمات، في حين يقوم البائعون بتزويدهم بها. هذا التفاعل المتواصل هو ما يحدد أسعار السوق، حيث يرتفع سعر سلعة ما عندما لا يعرض البائعون ما يكفي لتلبية الطلب، وتنخفض عندما لا يشتري المستهلكون ما يكفي من المعروض للبيع.
وترسل الأسعار إشارات هامة لكل من المستهلكين والمنتجين. فعندما ترتفع أسعار سلعة ما، يكون لدى المستهلك حافز أقل للشراء، في حين يكون لدى المنتج حافز أكبر لإنتاج أكثر، إلى أن تبدأ الأسعار بالتراجع من جديد نتيجة لارتفاع المعروض.
في الفترة الأخيرة، تراجعت أسعار النفط العالمية بشكل حاد نتيجة لارتفاع العرض وتراجع الطلب على النفط. ففي جانب الطلب، هناك انخفاض واضح على الطلب العالمي على النفط بسبب ضعف النشاط الاقتصادي في الدول المستوردة للنفط وعلى رأسها أوروبا وآسيا. وفي جانب العرض، فقد تزايد الدور الأميركي في الإنتاج العالمي للنفط نتيجة التطور الكبير في تقنيات استخراج النفط الصخري.
تحدث هذه التغيّرات في العرض والطلب كل يوم. في الواقع، يتتبع الاقتصاديون أنماط الشراء والبيع لكل واحد منا، والتي من خلالها يبنون توقعاتهم حول مستقبل الاقتصاد. لذا، في المرة القادمة عندما تذهب للتسوق، تذكر أنه في كل مرة تنفق من مالك الخاص، فأنت تلعب دوراً فعالاً في اقتصاد السوق، وأنت من ضمن معادلة العرض والطلب!
(خبير اقتصادي أردني)
