ماهية السعادة

ماهية السعادة

02 نوفمبر 2014
+ الخط -

عش في الحياة وكأنك معمر فيها ولن تتركها. أسعد نفسك قدر ما استطعت، ليس بالضرورة أن تعيش في القصور الفاخرة، أو تركب السفن العابرة، ليس بالضرورة أن تجلس في مطعم مضاء بشمع كريستالي، وتطلب طعامك من نادل نرجسي.

ليس بالضرورة أن تتلقى راتباً خيالياً، وأن تعمل بوظيفة بمسمى راق واجتماعي، كل ما في الموضوع، أن تعيش الحياة ببساطتها، بحلوها، بنعمها، انظر حولك تجد الورد والشجر في علوه وجماله وبهي صنعه لا يحتاج لاختلاف رأي عليه. انظر إلى عائلتك، وهم في وافر الصحة، ويحبونك وتحبهم. انظر إلى جسدك وإتقان صنيعه، وهو في حفظ الله. تفكر في عقلك، لست مجنوناً لا تدري أين وجهتك، هي الدنيا بسيطة، ولكن أصحاب النفوذ والأموال والسلطات هم من جعلونا نيأس من الدنيا، ونجمع منها المستلذات، لكي نبحث عن السعادة في منصب أو ادخار أو ملك.

السعادة فرض رباني، يقام كما الصلاة والزكاة والحج والصيام. السعادة شخص تنتظره، تحب أن تنظر في عينيه لتقابله، من غير ملل من ضجيج ضحكاته واستفزازاته لك، السعادة في مساعدة غيرك على تيسير حياتهم وفق استطاعتك. السعادة كلمة بسيطة، ولكن، نحن من ضخّم معناها.

إن أردت أن تعيش سعيداً، فلا تنتظر من أشخاص أن يهدوك السعادة، فالجميع مشغول بالبحث عن سعادته، فقط استمر في السعي والعمل والتوكل على الله، كن سعيداً في ركعة فجر في دعاء أم، في رضا أب، في قربك من الله. وإن أوذيت وأوذي قلبك فقط قل حسبي الله ونعم الوكيل وعزته وجلاله، لينصرنك ولو بعد حين، استمر في الخطى نحو سعادتك. ولكن، لا تجعل طريقك للسعادة واستمتاعك بها يدوس على قلوب من حولك، وتنسى، أيضاً، لأناس آخرين مشاعر مثلك تماماً، فاحترم شعور من حولك قدر الإمكان، وكن لهم الأمل وهم يحدثونك عن الألم، وتذكر دوماً عندما تعيش لتسعد الآخرين، على الرغم من طلبك السعادة، فإن الله سيرسل لك من يعيش ليسعدك، قال تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان). 

وفي الختام اعتبر، فإن الحياة قصيرة جداً، فعش كأنك معمر في الأرض.