لبنان: "المستقبل" تبدّد التفاؤل بانتخاب عون والأخير يستعد للتصعيد

19 سبتمبر 2016
الحريري ثابت على موقفه رئاسيّاً (جوزيف برّاك/ فرانس برس)
+ الخط -


لن تتوانى كتلة المستقبل النيابية في تبديد أجواء التفاؤل التي صدرت، أخيراً، في مجالس رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، حول إعلان المستقبل دعم الأخير في الانتخابات الرئاسية.

ومن المقرر أن تصدر الكتلة، بعد اجتماعها الأسبوعي المقرر، غداً الثلاثاء، موقفاً واضحاً من الملف الرئاسي، إذ ستؤكد استمرارها في دعم ترشيح حليف النظام السوري وحزب الله النائب سليمان فرنجية، كمبادرة ترى فيها حلاً ممكناً لإنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ مايو/أيار 2014.

أما في الجهة المقابلة، فيبدو أنّ حزب الله وعون قد حدّدا تاريخ 28 سبتمبر/أيلول الحالي، وهو موعد الجلسة المقررة لانتخاب الرئيس، موعداً فاصلاً لمسار الأزمة السياسية في لبنان.

ويقول زوار عون لـ"العربي الجديد" إنّ "الجلسة المقبلة ستكون مفصلية، وعلى المكوّنات اللبنانية أن تختار بين الحل بانتخاب عون رئيساً أو التعطيل الشامل في البلاد"، وهو تهديد عام لجأ إليه عدد من المسؤولين في تكتل التغيير والإصلاح لوضع المزيد من الضغوط على خصومهم.

ويأتي هذا، في وقت لا تزال مصادر رئاسة الحكومة اللبنانية تؤكد لـ"العربي الجديد" "تمسّك حزب الله بالحكومة وعدم لجوئه أو دعمه، خطوات سياسية أو شعبية قد تهدّدها".

ومن جانب المستقبل، شددت مصادر نيابية في الكتلة لـ"العربي الجديد" على أنّ أجواء زعيم المستقبل، رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، في ما يخص الموضوع الرئاسي "على حالها ولم يطرؤ عليها أي تعديل، تحديداً لجهة القبول بعون رئيساً".




ويصف عدد من نواب المستقبل قبول الحريري بعون رئيساً للجمهورية بمثابة "تسليم البلد نهائياً لحزب الله"، على اعتبار أنّ هذه الخطوة تعني التالي:

أولاً- تكريس سيطرة حزب الله وحلفاء النظام السوري على الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية، حتى من دون الحصول على أي ضمانات فعلية لمرحلة الحكم المقبلة.

ثانياً- إعلان انتصار حزب الله وحلفائه في الداخل، وكسر إرادة المستقبل الذي سيظهر في موقع المعطّل السابق للانتخابات الرئاسية، ولو أنّ حزب الله وعون هما من يمنعان انتخاب الرئيس من خلال مقاطعة جلسات الانتخاب في البرلمان.

ثالثاً- تعميق أزمة المستقبل والحريري داخل الطائفة السنية، وتعريض شعبيّته المكرسة سياسياً وانتخابياً إلى نكسة إضافية (بعد نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، وتحديداً انتخابات طرابلس شمال لبنان)، وتعبيد الطريق أمام خيارات سياسية أخرى داخل الطائفة. قد يكون أبرز هذه الخيارات هو الوزير المستقيل أشرف ريفي الذي أعلن انشقاقه عن خط الحريري وبدأ يؤسس لحالة فعلية على مستوى المناطق السنية انطلاقاً من طرابلس.

رابعاً- تصوير الحريري في موقع المتنازل عن المعركة السياسية بغية الوصول لموقع رئاسة الحكومة (معروض على الحريري تبوؤ الحكومة عند انتخابه عون رئيساً)، بهدف تحسين وضعه المالي والمعنوي، ما يعني بشكل أو بآخر أنّ الحريري وافق على الصفقة من أجل تأمين مكاسب شخصية ومالية قد تنقذه من وضعه المالي الراهن.

وجاء الكلام الأخير للنائب المستقبلي، أحمد فتفت، في سياق تأكيد ثبات الحريري على موقفه رئاسياً، إذ شدّد فتفت على أنّ "انتخابنا عون ليس وارداً"، مضيفاً أنّ "المستقبل لا يطلب ضمانات من أي جهة سياسية لانتخاب الرئيس بل نطلب التزام العمل الديمقراطي الحقيقي، والمطلوب أن يغيّر حزب الله وعون رأيهما وأن ينزلا إلى البرلمان لانتخاب رئيس بطريقة ديمقراطية".

من جهة حزب الله، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة (الكتلة النيابية والوزارية للحزب) النائب علي فياض، أنّ "المطالب المسيحية ليست معقدة ومشروعة إلى حدود كبيرة، وهي تكمن بمطلبين أساسيين، الأول هو الحق في رئيس جمهورية قوي وله حيثية شعبية واسعة وغير مفروض على بيئته ويمثل خياراً أساسياً فيها. والثاني هو إقرار قانون انتخابي يوفر صحة وعدالة التمثيل"، داعياً تيار المستقبل إلى "اتخاذ قرار إنقاذي جريء يخرج البلد من أزمته، ويفتح أبواب الانفراج السياسي".


المساهمون