كورونا الجديد... تمدّد مستمرّ خارج الحدود

كورونا الجديد... تمدّد مستمرّ خارج الحدود

لندن

العربي الجديد

العربي الجديد
25 يناير 2020
+ الخط -

أعلنت السلطات الصينية، اليوم السبت، حالة الطوارئ القصوى في 25 مقاطعة على خلفية فيروس كورونا الجديد، "حفاظاً على صحة السكان"، علماً أنّ عدد سكان هذه المقاطعات يُقدَّر بأكثر من 1.2 مليار نسمة. من جهته أقرّ الرئيس الصيني شي جينبينغ أنّ بلاده تواجه "وضعاً خطيراً" إذ إنّ الفيروس الجديد "ينتشر بشكل سريع"، وذلك في اجتماع عقده المكتب السياسي لبحث سبل مكافحته.
بدأت اليوم السبت الاحتفالات في الصين بمناسبة رأس السنة القمرية، وسط انتشار فيروس كورونا الجديد في البلاد وتسجيل 41 وفاة و1372 إصابة مؤكّدة، من بينها أكثر من 230 إصابة في حالة حرجة، من جرّاء الالتهاب الرئوي المرتبط بالسلالة الجديدة لهذا الفيروس، بحسب البيانات الأخيرة التي كشفت عنها هيئة الصحة الوطنية الصينية. لكنّ تلك الاحتفالات لا تأتي كما اعتادها الصينيون والسيّاح الذين يقصدون البلاد في هذه المناسبة، على خلفية القلق الكبير من الفيروس. وقد أدّى إغلاق غير مسبوق إلى منع 36 مليون شخص من السفر إلى خارج الصين، وألغت الجهات المعنية مجموعة من الاحتفالات.

وبينما يُسجَّل ارتفاع يومي في عدد الإصابات في الصين، ولا سيّما في إقليم هوبي حيث تقع مدينة ووهان، مركز انطلاقة الفيروس، أعلنت دول عدّة وجود إصابات على أراضيها. في فرنسا، أعلنت وزيرة الصحة أنييس بوزين، وجود إصابتَين مؤكّدتَين في البلاد، "في أوّل حالة من نوعها في أوروبا". وأضافت في مؤتمر صحافي عقدته لهذا الغرض اليوم السبت، أنّ الشخصَين المصابَين سافرا إلى الصين، متوقعة مزيداً من الحالات. بالنسبة إلى بوزين، فإنّ أحد الأسباب التي جعلت فرنسا الدولة الأوروبية الأولى التي تسجّل إصابات مؤكّدة، أنّها طوّرت اختباراً يتيح للعاملين الصحيين تشخيص المرضى سريعاً. وذكرت أنّ أحد المصابَين، وهو رجل يبلغ من العمر 48 عاماً، كان في مدينة ووهان، قبل أن يصل إلى فرنسا يوم الأربعاء، وهو اليوم يتلقّى العلاج في مستشفى في مدينة بوردو، جنوب غربي البلاد.

بدورها، أكّدت أستراليا اليوم السبت تسجيل الإصابات الأربع الأولى المؤكّدة بفيروس كورونا الجديد على أراضيها، مع توقّع مزيد من الحالات، إذ إنّ أستراليا تُعَدّ مقصداً رئيسياً للسيّاح الصينيين. وأفاد وزير الصحة في ولاية نيو ساوث ويلز، براد هازارد، بأنّ ثلاثة رجال، أعمارهم 53 و43 و36 عاماً، يرقدون بحالة مستقرة في مستشفى "ويستميد" في سيدني، بعد تأكيد إصابتهم إثر عوتهم من الصين في وقت سابق من الشهر الجاري، شارحاً أنّ اثنَين من هؤلاء الثلاثة وصلوا إلى سيدني من مدينة ووهان، فيما وصل الثالث من شنجن في جنوب شرق الصين. أمّا المسؤولون الصحيون في ولاية فيكتوريا، فأفادوا بأنّ رجلاً صينياً في الخمسينيات من عمره وصل إلى ملبورن قبل أسبوع آتياً من مدينة ووهان، وهو في حالة مستقرة في مستشفى في المدينة. وأوضح مسؤول الصحة العامة بريندان مورفي، أنّ سلطات ولاية فكتوريا "اتّبعت البروتوكولات بشكل صارم، بما في ذلك عزل الشخص المصاب". وفي هذا الإطار، كان وزير الصحة الأسترالي غريغ هانت قد لفت إلى أنّ الجهات المعنية تجري اتصالات بالركاب الذين كانوا على متن الرحلة الجوية نفسها التي استقلّها المصاب الأخير (الخمسيني)، من أجل تقديم المعلومات والنصائح لهم. أمّا الولايات المتحدة الأميركية، فقد اعلنت ظهور إصابة ثانية، وهي لامرأة في شيكاغو في الستينيات من عمرها، وقد عُزلَت بعد عودتها من الصين.



من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اليابانية ظهور إصابة ثالثة بفيروس كورونا الجديد، وهي تعود لامرأة في الثلاثينيات من عمرها تعيش في مدينة ووهان، وقد وصلت إلى اليابان قبل أيام. أمّا ماليزيا، فأعلنت وجود ثلاث إصابات مؤكدة بالفيروس، هي الأولى في البلاد. وقال وزير الصحة ذو الكفل أحمد إنّ المصابين الثلاثة صينيّون، وتربطهم صلة قرابة بالرجل البالغ من العمر 66 عاماً الذي كانت السلطات الصحية في سنغافورة قد أكّدت أنّ الاختبارات التي أُجريت له بشأن الفيروس جاءت إيجابية. وفصّل أنّ المصابين الثلاثة هم زوجة هذا الرجل وعمرها 65 عاماً وحفيداهما اللذان يبلغان من العمر 11 عاماً وعامَين. يُذكر أنّ هيئة مطارات ماليزيا كانت قد أفادت في بيان بأنّها عزّزت فحص كلّ المسافرين وأطقم الطائرات الآتين من الصين في المطارات الرئيسية عبر البلاد للحدّ من احتمال انتشار الفيروس.

وفي باكستان التي تتّخذ بدورها إجراءات صارمة في المطارات مع فحوص كاملة للوافدين من الصين، ثمّة قلق من أن يكون الفيروس الجديد قد دخل البلاد بواسطة أحد المواطنين الصينيين الذي كان في مدينة ووهان. وقد أعلنت الإدارة المحلية في مدينة ملتان التابعة لإقليم البنجاب، في بيان، أنّ ثمّة اشتباهاً في إصابة المواطن الصيني الذي يدعى فينف فين بفيروس كورونا الجديد، علماً أنّه نقل إلى مستشفى "نشتر" لمزيد من الفحوصات.



تجدر الإشارة إلى أنّ السلطات الصينية أعلنت إرسالها 450 من العاملين الصحيين العسكريين، من بينهم محترفون يتمتّعون بخبرة في مكافحة فيروس سارس وفيروس إيبولا، إلى مدينة ووهان، فيما عزّز إمداد مدينة ووهان بالأقنعة والأغذية والاحتياجات اليومية الأخرى الضرورية، في إطار الجهود المبذولة لاحتواء تفشّي فيروس كورونا الجديد. وأمرت السلطات بالحدّ من حركة المركبات غير الضرورية في ووهان، ابتداءً من يوم غد الأحد، فيما كُشف عن وفاة طبيب بعد إصابته بالفيروس. وقد أعلنت الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ، كاري لام، حالة الطوارئ على خلفيّة الفيروس الجديد، مع اتّخاذ مجموعة من الإجراءات للحدّ من التواصل بين المدينة والبرّ الرئيسي الصيني. أضافت أنّ المدارس التي بدأت عطلتها بمناسبة رأس السنة القمرية الجديدة سوف تبقى مغلقة حتى 17 فبراير/ شباط المقبل، فيما تتوقف رحلات الطيران وكذلك رحلات القطارات السريعة من مدينة ووهان وإليها. ولفتت إلى إلغاء كلّ الزيارات الرسمية للبرّ الرئيسي، وكذلك احتفالات رأس السنة القمرية الجديدة على الفور.

في سياق متصل، عبّرت السلطات المصرية عن قلقها من فيروس كورونا الجديد، فرفعت وزارة الصحة المصرية حالة التأهّب للحؤول دون انتشاره في البلاد، بعدما تبيّن أنّه ينتقل بين البشر وليس فقط من الحيوان إلى الإنسان كما كانت الحال في البدء أو كما كان الظنّ سابقاً. وأعلنت الوزارة الاستعداد الأقصى في كل أقسام الحجر الصحي عند منافذ البلاد المختلفة، الجوية والبحرية والبرية، للتحذير من خطورة الأمر، مع زيادة عدد أطباء الحجر الصحي، وذلك على خلفية التحذير الذي وجّهته منظمة الصحة العالمية للحكومة المصرية حتى تأخذ احتياطاتها الوقائية. وكانت وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد، قد عقدت اجتماعات مع عدد من المسؤولين في الوزارة لوضع خطط استراتيجية لمواجهة العدوى، مع تعميم منشور على كلّ المنشآت الصحية على مستوى المحافظات يتضمّن التعريف بفيروس كورونا الجديد وكيفية التعامل معه، فضلاً عن تجهيز أقسام في مستشفيات الحميّات في المحافظات التي من شأنها التعامل مع مثل هذه الحالات. وتناولت زايد مع المسؤولين المعنيين العزل الفوري لأيّ حالة يشتبه في إصابتها عند منافذ البلاد، مع متابعة المستجدات العالمية على مدار الساعة. كذلك التقت زايد مسؤولين من منظمة الصحة العالمية، في الإطار نفسه. ورفعت المطارات المصرية والموانئ البحرية حالة الطوارئ إلى العظمى، بالتنسيق مع إدارات الحجر الصحي، وقد صدرت تعليمات باللجوء إلى العزل في حال الاشتباه في إصابة، مع إجراءات احترازية لمواجهة خطر العدوى من خلال الركاب الوافدين، وإلزام العبّارات وسفن نقل الركاب والمعتمرين بتخصيص طبيب على متن كلّ واحدة منها، وإنشاء عيادات طبية وتزويدها بالمستلزمات الطبية لإجراء الكشف الطبي.



يُذكر أنّ صحيفة "وول ستريت جورنال"، أفادت اليوم السبت، بأنّ الولايات المتحدة الأميركية ترتّب لرحلة جوية غداً الأحد بهدف إعادة مواطنين ودبلوماسيين أميركيين من مدينة ووهان الصينية، مركز انطلاقة فيروس كورونا الجديد. ونقلت الصحيفة، عن مصدر مطّلع على العملية، قوله إنّ الطائرة التي سوف تقلّ نحو 230 شخصاً، من بينهم دبلوماسيون من القنصلية الأميركية وكذلك مواطنون أميركيون وعائلاتهم. أضافت الصحيفة أنّ واشنطن حصلت على موافقة على العملية من وزارة الخارجية الصينية ووكالات حكومية أخرى بعد مفاوضات في الأيام القليلة الماضية، لافتة إلى أنّ الولايات المتحدة تعتزم إغلاق قنصليتها في ووهان بشكل مؤقت.

ذات صلة

الصورة
جدارية داعمة لفلسطين وغزة في حرم جامعة بيتزر كولدج في الولايات المتحدة الأميركية - 10 إبريل 2024 (Getty)

مجتمع

أعلنت حركة مقاطعة إسرائيل أنّ مجلس جامعة "بيتزر كولدج" الأميركية صوّت لمصلحة مقاطعة المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، غير أنّ رئيسها استخدم حق "الفيتو".
الصورة
المسؤولون العسكريون الإسرائيليون سمحوا بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين (محمد عبد / فرانس برس)

منوعات

يفاقم الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في الحروب المخاوف من خطر التصعيد ودور البشر في اتخاذ القرارات. وأثبت الذكاء الاصطناعي قدرته على اختصار الوقت.
الصورة
الدرس انتهى لموا الكراريس

منوعات

أحيا مصريون وعرب على مواقع التواصل الذكرى الـ54 لمذبحة مدرسة بحر البقر التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي يوم 8 إبريل/نيسان عام 1970 في مدينة الحسينية.
الصورة
هيبرت أمام البيت الأبيض وهو يضع لافتة للتنديد بالإبادة الجارية في غزة (العربي الجديد)

سياسة

لليوم الثاني على التوالي يواصل الطيار في القوات الجوية، لاري هيبرت، إضرابه عن الطعام أمام البيت الأبيض في واشنطن لتسليط الضوء على معاناة أطفال غزة.

المساهمون