عراقيون يسافرون في رمضان

06 يونيو 2018
عمرة رمضان من المستحبات المعروفة (الأناضول)
+ الخط -
إمضاء شهر رمضان خارج البلاد هو ما اعتاد عليه كثير من العراقيين عقب الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003. وجهات مختلفة وبلدان عديدة تقصدها العائلات العراقية خلال هذا الشهر الفضيل ولكلّ منهم أسبابه القريبة من الآخرين.

يقول الأكاديمي عدنان عباس: "العمرة في رمضان هي الفرصة الأفضل لي لإمضاء الشهر خارج العراق عادة. هناك فرصة للتعبد أكثر وللطمأنينة فضلاً عن مضاعفة الأجر بفضل المكان والزمان، خصوصاً أنّ شهر رمضان في الأعوام السابقة حلّ في الإجازة الصيفية وهذا ما دفعني للسفر، فربما لا أتمكن من ذلك في الأعوام المقبلة إذا ما حلّ رمضان خلال الموسم الدراسي".

يؤكد عباس لـ"العربي الجديد" على أهمية السفر لقضاء شهر رمضان خارج العراق نظراً للأجواء الروحانية التي تفتقر إليها المدن العراقية نتيجة الصراعات والحروب وتدمير المدن، خصوصاً بعد مرحلة تنظيم "داعش" وتحرير المدن من سيطرته. تلك الأسباب جعلت من نكهة شهر رمضان تختفي، كما يقول، لذلك أصرّ على الذهاب إلى العمرة لاسترجاع روحانية الأجواء التي فقدها والتزود من فضل هذا الشهر.



"في كلّ عام أمضي إجازة عائلية خارج البلاد" تقول المشرفة التربوية وفاء الديالى لـ"العربي الجديد". تضيف: "غالباً ما نختار أن يكون ذلك التجمع في شهر رمضان لقضاء عطلة صيفية وإجازة رمضانية مع أبنائي لمكافأتهم على ما أنجزوا خلال العام. في أحد الأعوام أمضينا شهر رمضان في تركيا وهذا العام اخترنا أن تكون وجهتنا مصر بعد انقضاء العشرة الأوائل. سنمضي هناك بقية أيام الشهر والعيد".

تتابع الديالي: "سبب سفرنا في رمضان هو حاجة العائلة إلى تجديد الطاقة وتغيير الأجواء الأمنية والسياسية والاقتصادية الصعبة في بلدنا، فالمعاناة كبيرة. نخصص مبلغاً شهرياً لسفرنا في رمضان. وربما نسافر في غير رمضان أيضاً". تشير إلى أنّ من يعيش في العراق يحتاج إلى تغيير الأجواء المحيطة به حتى يتمكن من الاستمرارية والتحمل: "لأنّنا كعراقيين حرمنا من السفر طوال أعوام عديدة خلال سنوات الحصار الاقتصادي على البلاد وهذا ما جعلنا متعطشين للسفر بحرية والاستمتاع بالعطلة وبالأجواء الممتعة والطقوس الرمضانية التي اختفت في العراق منذ بضع سنوات".

من جهتها، تقول السيدة فيحاء الموظفة في شركة في القطاع الخاص لـ"العربي الجديد": "أصبح السفر ملجأ كثير من العراقيين وهو لا شك يمثل متعة كبيرة في رمضان للتعرف على عادات الشعوب الأخرى خلال هذا الشهر. أنا وعائلتي نفضل أن نمضي أياماً من شهر رمضان خارج العراق، وغالباً ما نختار النصف الثاني مع العيد. الطقس في العراق حار جداً، وفي أيام العيد لا خيارات ترفيهية كثيرة أمام العائلة للتمتع بتلك الأيام، لذلك نختار السفر".



بدوره، يقول مدير إحدى شركات السفر والسياحة، أثير عبد الله، إنّ الكثير من العراقيين يختارون السفر خلال الإجازة الصيفية منذ بداية يونيو/ حزيران إما إلى إقليم كردستان، أو خارج البلاد، للاستجمام وتناسي حرارة الجو وانقطاع الكهرباء. يضيف أن السفر صيفاً كان شائعاً في العراق في سبعينيات القرن الماضي، ومع تمكن كثير من الناس من ذلك إثر تحسن ظروفهم المعيشية أصبح عدد المسافرين أكثر، لكن هناك عوائق تمنع العراقيين من السفر مثل الحصول على تأشيرة، إذ يقتصر الأمر على دول محدودة، فتحصر الوجهات ما بين تركيا وايران وسورية ولبنان ومصر وبعض الدول الأخرى، لكن في رمضان غالباً ما يختار المسافرون السعودية لأداء العمرة وتغيير الأجواء، أو مصر وتركيا خصوصاً إسطنبول.

يشير عبد الله لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ أسعار السفر إلى تركيا مع المجموعات السياحية تصل إلى 400 دولار أميركي، لمدة ثمانية أيام تشمل الإقامة والطعام. يعلق: "هذه العروض جعلت الكثير من الناس يتوجهون إلى إسطنبول لأنّ أسعار السفر مناسبة نوعاً ما، أما العمرة فتبدأ أسعارها من 1100 دولار وأكثر بحسب البرنامج الّذي يختاره المسافر طوال شهر كامل أو أقل، وبحسب قرب السكن من الحرم المكي، مع العلم أنّ عدداً كبيراً من العراقيين يمضي شهر رمضان كاملاً في العمرة أو حتى في تركيا ومصر".