روسيا وبيلاروسيا تنهيان تدريبات عسكرية مشتركة واسعة النطاق

روسيا وبيلاروسيا تنهيان تدريبات عسكرية مشتركة واسعة النطاق

20 سبتمبر 2017
+ الخط -
أنهت روسيا وبيلاروسيا، اليوم الأربعاء، تدريبات "زاباد-2017" ("الغرب-2017") العسكرية واسعة النطاق، التي شارك فيها نحو 13 ألف فرد وعشرات الطائرات والمروحيات الحديثة ومئات القطع العسكرية.

ولم تجر التدريبات في روسيا فحسب، بل أيضا في بيلاروسيا الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي، فيما أصرّت وزارة الدفاع الروسية على أن التدريبات كانت دفاعية بحتة.

وفي مقال بعنوان "مباريات الحرب. المعاني الخفية لتدريبات الغرب-2017"، تشير رئيسة قسم التحليل بمركز التكنولوجيا السياسية، تاتيانا ستانوفايا، إلى أن المخيف ليس التدريبات في حد ذاتها، وإنما ما آلت إليه العلاقات بين موسكو والغرب من تدهور.

وتوضح كاتبة المقال الذي نُشر بصحيفة "ريبابليك" الإلكترونية الروسية، أن روسيا وبيلاروسيا تجريان تدريبات "الغرب" كل أربعة أعوام، ولكن دورتها الحالية هي الأولى بعد ضم القرم والتدخل الروسي في النزاع شرق أوكرانيا والعمليات الروسية في سورية، و"إعادة نظر القيادة الروسية في القيم الدولية الأساسية بشكل جذري".

وتعتبر ستانوفايا أن "ضم القرم والتدخل في النزاع في دونباس ليسا سبباً، وإنما نتيجة لتغيير حدود المسموح به للسلطة الروسية"، مذكّرة بأن ثورة فبراير/شباط 2014 في أوكرانيا جاءت بمثابة "نقطة تحول" و"انهيار آخر الآمال في الاتفاق مع الغرب".

وتضيف أنه "حتى بتدخله في الحرب في سورية، سعى الكرملين لفرض نفسه على الغرب عن طريق أخذ زمام المبادرة بالقوة في أحد أهم النزاعات من وجهة النظر الاستراتيجية".

وتتابع أنه "منذ فبراير/شباط 2014 تحديدا، أصبحت روسيا تدريجيا تتصرف دون النظر إلى ماذا سيقول الغرب"، وحتى في دعمها للمرشح الجمهوري، الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، "عملت موسكو بمنطق دعم لاعب غير نظامي في مواجهة المنظومة، ما لا يعني الرغبة في التصالح مع أميركا، بل التأثير عليها".

ومع ذلك، تؤكد المحللة السياسية الروسية أن الناتو تغيّر هو الآخر خلال السنوات الثلاث الماضية، مشيرة إلى أن "ضم القرم وفّر للعسكريين الغربيين ذريعة ملحة لإعادة النظر في استراتيجيتهم بشكل كبير ومعنى للوجود ضمن منطق التحالفات"، مذكّرة بأن الناتو بدأ بإشراك دول محايدة مثل فنلندا والسويد في تدريباته.

وتخلص كاتبة المقال إلى أنه "حان الوقت للاعتراف بأن الناتو وروسيا يتحولان تدريجيا إلى تهديد متبادل حقيقي بلا عوائق سياسية أو جيوسياسية أمام استعراض العضلات"، متوقعة أن "تستمر التدريبات العسكرية من الجانبين وردود الأفعال الحادة المتبادلة في تشكيل مخاطر وقوع نزاعات جيوسياسية جديدة".