رسالة الضربة الغربية للأسد: يمكنك القتل بالأسلحة التقليدية

رسالة الضربة الغربية للأسد: يمكنك القتل بالأسلحة التقليدية

16 ابريل 2018
أميركا لن تسحب قواتها من سورية (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
سريعاً انتهت مفاعيل الضربة الرمزية التي تفتقد لأي أهمية أكان عسكرياً أو سياسياً، والتي نفذتها لدقائق أميركا وفرنسا وبريطانيا ضد مواقع كيميائية تابعة للنظام السوري فجر السبت الماضي. وبدا معسكر النظام السوري، من طهران إلى موسكو مروراً بدمشق أكثر تماسكاً بعد الضربة الرمزية، وهو ما عكسته تصريحات ومواقف أركان المحور أمس الأحد. أما معسكر التحالف الثلاثي الأميركي الفرنسي البريطاني، فقد اكتفى بتكرار تطميناته إلى رئيس النظام بشار الأسد ومفادها أن لا نية غربية أبداً بمعاقبته على جرائمه التقليدية أو الكيميائية ولا قرار بإطاحته، حتى أنه بدا وكأن المسؤولين الغربيين يقولون للأسد إنه يمكنه مواصلة القتل كيفما أراد شرط أن يفعل ذلك بأسلحة تقليدية لا كيميائية، وهو ما أوحت به تصريحات وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم السبت.

ويستعد العالم، بدءاً من اليوم الاثنين، إلى مشاهدة جولة مملة جديدة من السجالات التي تنهيها روسيا بفيتو رقم 13 دفاعاً عن الأسد في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار أعدته 12 دولة تتقدمها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لإنشاء آلية مستقلة حول استخدام الأسلحة الكيميائية إضافة إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى مختلف المدن السورية وإيجاد حل سياسي. ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله إن موسكو ستدرس مشروع القرار "لكن سيكون من الصعب التوصل لحل وسط في هذه القضية" في تمهيد مبكر للفيتو الروسي المتوقع. وأضاف ريابكوف أن روسيا ستبذل كل الجهود لتحسين العلاقات السياسية مع الغرب. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تناقش مع نظيره الإيراني حسن روحاني حول الضربة الغربية، وقال بعده بوتين، بحسب ما نقلت عنه وكالات روسية إن "أي ضربات جديدة على سورية ستؤدي إلى فوضى في العلاقات الدولية وهناك اتفاق آراء بيننا على أن الضربات الصاروخية الغربية أضرت بأفاق الحل السياسي في سورية"، وهو مسار تعطله روسيا وإيران منذ سنوات لحماية الأسد ونظامه. كما نقل وفد من النواب الروس عن الأسد قوله، بعد لقائه في دمشق أمس الأحد، إن الضربات الصاروخية الغربية على بلاده "عمل عدواني". ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المشرعين الروس قولهم إن الأسد كان في "حالة مزاجية جيدة" وواصل عمله في دمشق كما أشاد بالدفاعات الجوية سوفييتية الصنع التي تدعي موسكو ودمشق أنها صدت الضربات الغربية.




أما في المعسكر الأميركي الفرنسي البريطاني، فكان الأبرز جزم المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هيلي بأن بلادها لن تسحب قواتها من سورية "إلا بعد أن تحقق أهدافها". وفي حديث مع "فوكس نيوز"، ذكرت هيلي ثلاثة أهداف للولايات المتحدة في سورية، وهي ضمان: عدم استخدام الأسلحة الكيميائية بأي شكل يمكن أن يعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر، وهزيمة تنظيم "داعش" وضمان وجود نقطة مراقبة جيدة لمتابعة ما تقوم به إيران.

أما جونسون فكرر طمأنة الأسد بأن تغيير النظام السوري ليس مطروحاً بالنسبة للغرب. وقال جونسون لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن القوى الغربية لا تعتزم شن مزيد من الضربات الصاروخية على سورية "لكنها ستدرس الخيارات المتاحة إذا استخدمت الحكومة السورية الأسلحة الكيميائية مرة أخرى". وقال جونسون: "الأمر لا يتعلق بتغيير النظام ولا بمحاولة تحويل دفة الصراع في سورية". ولدى سؤاله إن كان كلامه يعني أنه بمقدور الأسد أن يواصل استخدام البراميل المتفجرة ووسائل أخرى في الحرب ما دامت ليست أسلحة كيميائية، أجاب جونسون أن "تلك هي التبعات البائسة للأمر". وأضاف الدبلوماسي البريطاني أن الأسد "مصمم على فتح طريقه ذبحاً إلى النصر الساحق، ولا يمكن أن يضغط عليه أحد سوى الروس ليأتي لمائدة التفاوض في جنيف".

أما وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، فاعتبر بدوره أن "مصير إدلب يجب أن يحسم في إطار عملية سياسية تتضمن نزع أسلحة المليشيات". لكنه أشار إلى أن باريس تعمل أيضا على آليات أخرى "فتحريك العملية السياسية يفترض مشاركة جميع الأطراف السوريين والإقليميين". وتابع لودريان: "سنبحث ذلك مع شركائنا في المجموعة المصغرة (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن) لكن ينبغي بذل كل ما في وسعنا لمنع الوجود العسكري الإيراني في سورية من أن يقود إلى امتداد النزاع الى خارج الحدود السورية".