رسالة إلى السيد إبراهيم منير نائب مرشد الإخوان

رسالة إلى السيد إبراهيم منير نائب مرشد الإخوان

09 يناير 2018
+ الخط -
على الهامش، وبما أنك تعد أحد أبرز قيادات الإخوان الموجودين خارج السجون الآن، أو أبرزهم على الإطلاق، والذي عندما يتكلم يجلب العديد من المشكلات للجماعة.. إليك رسالتي:

نعم سيدي.. فكلما تحدثتَ أشتمّ رائحة المشكلات من جهة، وروائح كظم الغيظ من بعض محبيك من الجماعة من جهة أخرى، فلا يخلو بيان صحافي أو لقاء تليفزيوني أو خطاب رسمي لك من سقطة أو زلة تثير المشكلات داخل الصف الإخواني وخارجه.

بداية من تعبيرك عن الكيان الصهيوني بأنه "إسرائيل" كأول مرة فى تاريخ الجماعة يعترف مسؤول كبير فيها -ولو بمجرد تعبير- بالكيان الصهيوني، مرورا بمناداتك لحكام العرب "المستبدين" بأصحاب المعالي والفخامة والسمو، واستقبالك لوفود دينية إيرانية بحجة التشاور في أمور دينية، وأنت تعلم جيدا علاقة إيران بالانقلاب الغاشم في مصر، وليس آخراً بتعبيراتك الأخيرة في لقائك على قناة الجزيرة، الذي ذكرت فيه أن السيسي "تتآكل شرعيته" وكأننا نعترف أصلا أن له شرعية! ثم تعبيرك العجيب بأن "التاريخ لا يقف عند قادة وزعماء وأن الرئيس مرسي والمرشد العام للجماعة في جناب الله"!


ونحن لا ننكر أنهما -بإذن الله- في معية الله، وأنهما ما وقفا هذا الموقف إلا حسبة لله. لكن هل هذا الكلام يخرج من مسؤول رسمي في الجماعة، وكأنه راض ضمنيا عن إعدامهما، وكأنه يقول للانقلابيين المجرمين أن دم مرسي والمرشد وغيرهما لن يغير شيئا من الواقع فاعدموهما وانهوا الأمر!

ولعلي من بضعة أيام أفردت مقالا أبدي فيه تعجبا ممن يرددون "أن الانقلاب لا يستطيع أبدا أن يلمس شعرة من الرئيس المختطف محمد مرسي". لأننا بالفعل لا نمتلك بأي حال من الأحوال أي ورقة للضغط على النظام، أو ردعه عن تنفيذ أحكام الإعدام في قياداتنا ورئيسنا.. لكن هذا كلام العوام الذين لا يملكون قرارا ولا يؤخذ كلامهم في عين الاعتبار وليس لكلامهم أي تأثير..

أما القيادات -وأنت أحدهم- فتعبيراتهم يجب أن تكون أشد وأقوى، ويجب أن يشعر الانقلابيون أن التعرض للرئيس مرسي تحديدا سيقلب الطاولة عليهم رأسا على عقب، حتى لو لم تكن تملك ذلك، فيكفي أن تصرح به وتحاول إخافتهم وتهويل الأمر عليهم، بدلا من تهوينه بهذا الشكل الذي يعطيهم تأشيرة مباشرة لإعدامهم بدم بارد!

وأنا لا أقصد أن تحمل تصريحاتك تهديدات مباشرة لا طاقة لكم بها، ولا أن تضع نفسك وجماعتك في ورطة، ولكن على الأقل العب في تصريحاتك على وتر الألفاظ المتوازنة التي تبعث برسائل للعدو، وأن سكوتك عليه كظم للغيظ، وليس استسلاماً.

"ليس كل ما يعرف يقال".. عبارة يعرفها الصغير والكبير، ويجب على من يتحدث باسم جماعة كبيرة بحجم جماعة الإخوان أن يدرك تماما أن كل كلمة تخرج منه لها حساب ولها تأثير كبير، سواء على أفراد الجماعة أنفسهم أو على محبيها أو كارهيها ومناوئيها.

وللحق فأنت يا أستاذ ابراهيم منير سيئ جدا في اختيار ألفاظك، وغير متمكن أبدا من استخدام التعبيرات المناسبة في وقتها المناسب، وهذا الأمر تكرر أكثر من مرة.

وليس عندي شك في أن بعض الناس يحملون كلامك وألفاظك أكثر مما تحتمل، ويتحدثون عنها وعنك بدون إنصاف وبنوع من التجني، لكنني أعتقد أن المتسبب في ذلك هو أنت وتصريحاتك المثيرة دائما، والتي تعطي الفرصة للمزايدين كي يزايدوا عليك وعلى جماعتك، وقد قيل "ما تكرر تقرر" وقد تكررت سقطاتك فتقررت المزايدات..

وعندي رسالة أخيرة للأصدقاء في جماعة الإخوان: يجب أن يكون القيادي أو المتحدث الرسمي للجماعة ومتحدثها الإعلامي على قدر كبير من الحصافة والذكاء، قادراً على استخدام التعبيرات المناسبة واستلهام الكلمات في موقعها، ومراجعة الكلام أكثر من مرة، لأن كل كلمة تؤخذ لكم أو عليكم.. لكن أن يخرج مسؤول في الثمانين من عمره ليتحدث باسم الجماعة وهو بالكاد يستطيع تحريك شفتيه، فأنتم المسؤولون أولا وأخيرا عن هذا العبث.

اختاروا متحدثيكم بعناية وليس بأسبقية الانتماء للجماعة، ولا بعدد سنوات الاعتقال داخل سجون الظالمين، ولا بسنوات الطرد خارج البلاد.
13811DA5-FE21-4C06-961E-9330584247E6
شروق أحمد عز الدين

مصرية ولدت في الأسكندرية.. خريجة كلية التربية وحاليا طالبة في كلية الإعلام وأعمل محررة.

مدونات أخرى