رسائل مسرّبة: الإمارات ضغطت على ترامب لإقالة تيلرسون

رسائل مسربة: الإمارات ضغطت على ترامب لإقالة تيلرسون بسبب الأزمة الخليجية

06 مارس 2018
عارض تيلرسون حصار قطر (Getty)
+ الخط -

قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في تقرير لها يوم الإثنين، إنها اطلعت على رسائل بريد إلكتروني مسربة تكشف عن ضغوط إماراتية في واشنطن للضغط على الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإقالة وزير خارجيته، ريكس تيلرسون، بسبب فشله في دعم خطة الإمارات بحصار قطر.

وقال التقرير إن الملياردير الأميركي وثيق الصلة بالإمارات، إليوت برويدي، التقى ترامب في أكتوبر/تشرين الأول 2017، وحثه على إقالة تيلرسون بعد أن وصفه بـ"الضعيف" و"عديم الشخصية".

ووفقاً للتقرير، فقد اتهم برويدي دولة قطر باختراق رسائله الإلكترونية، وقال المتحدث باسمه: "نعتقد أن هذا الاختراق رعاه ونفّذه عملاء مسجلون وغير مسجلين في قطر يسعون لمعاقبة برويدي بسبب معارضته القوية للإرهاب"، مشيراً إلى أن بعض رسائل البريد الإلكتروني "ربما تكون قد غُيّرت"، من دون توضيح. ونفى المسؤولون القطريون هذه الادعاءات في بيان وصل إلى هيئة الإذاعة البريطانية.

وقال مكتب الاتصال التابع للخارجية القطرية: "تودّ قطر أن تعلن بشكل قاطع أنها لم تشارك أو ارتكبت أياً من الاتهامات المزعومة التي قدمها برويدي زوراً، كما أنها لم تشرك أو تدفع أي شخص للقيام بذلك". 

وأضاف البيان: "نحن نعتقد أن الاتهامات التي لا أساس لها من السيد برويدي هي مجرد تكتيكات لتشتيت الانتباه عن الادعاءات الخطرة ضد نفسه وموكله حكومة الإمارات العربية المتحدة".

وتابع: "تحتفظ حكومة قطر بحقها في اتخاذ أي إجراء قانوني ضروري ضد مزاعم كاذبة من قبل برويدي أو غيره".

ووفقا لتقرير هيئة الإذاعة البريطانية، فقد حصلت شركة "سيركينوس" التي يملكها الملياردير برويدي، في وقت سابق على عقود تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات من دولة الإمارات، وكان برويدي قد عاد للتو من الإمارات عندما التقى ترامب بالبيت الأبيض في أكتوبر/تشرين الأول 2017، وطالبه بإقالة تيلرسون.



ووفقاً لمذكرة أعدها برويدي لهذا الاجتماع، وكشفتها التسريبات، فإنه حثّ ترامب على مواصلة دعم حلفاء الولايات المتحدة في الإمارات والسعودية، ونصح الرئيس الأميركي بالوقوف في صف دول الحصار ضد قطر.

ووصف برويدي قطر بأنها "قناة تلفزيونية لها دولة"، في إشارة إلى فضائية الجزيرة، كما اقترح أن يجتمع الرئيس الأميركي مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

وقال برويدي في إحدى رسائله: "لقد عرضت أن يزور محمد بن سلمان الولايات المتحدة قريبا جداً، ويفضل عقد اجتماع هادئ في نيويورك أو نيو جيرسي، ووافق الرئيس ترامب على أن لقاءه مع بن سلمان فكرة جيدة". وأضاف أنه نصح الرئيس الأميركي بأن "تيلرسون ضعيف ويجب إقالته في وقت مناسب سياسياً".

يشار إلى أن تيلرسون انتقد سابقاً الحصار المفروض على قطر، ودعا إلى تخفيفه، في تصريحات تناقضت مع دعم ترامب في بداية الأزمة لمواقف دول الحصار، قبل أن يعدل موقفه مؤخراً، تحت ضغوط من وزارتي الدفاع والخارجية.

وكشفت التسريبات عن رسائل بين برويدي، وجورج نادر، وهو رجل الأعمال اللبناني الأميركي الذي كان مفاوضاً لقناة خلفية مع سورية خلال فترة إدارة الرئيس بيل كلينتون، وقد أعاد إنتاج نفسه مستشاراً لحاكم الإمارات، وكان في العام الماضي زائراً متكرراً إلى البيت الأبيض للرئيس ترامب.

وبعد أن اجتمع برويدي مع مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر، كتب إلى نادر رسالة قال فيها: "كان سلوك جاريد كوشنر سلبياً، وبدا أنه لا يريد المشاركة في هذه القضية (الأزمة الخليجية)".



(العربي الجديد)