ذوو شهداء غزة.. صرخات لإنهاء معاناتهم المتفاقمة

ذوو شهداء غزة.. صرخات لإنهاء معاناتهم المتفاقمة

21 فبراير 2017
يطالبون السلطة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
استقل الفلسطيني خضر البشليقي سيارته في السابع من رمضان، العاشر من يوليو/ تموز 2014، لإكمال تجهيز معرض القرطاسية والملابس الذي كان من المقرر افتتاحه في العاشر من رمضان، إلا أن صاروخاً اسرائيلياً أصاب السيارة، فأوقعه شهيداً.

ذلك الصاروخ كان من أوائل الصواريخ التي أطلقت على قطاع غزة في الحرب الإسرائيلية الأخيرة صيف 2014، في العملية التي أطلق الاحتلال الإسرائيلي عليها اسم "الجرف الصامد"، وراح ضحيتها نحو 2147 شهيداً، وأكثر من 10 آلاف جريح، إضافة إلى تدمير آلاف البيوت والمنشآت الرسمية والاقتصادية.

وتقول "حنان" (45) عاماً زوجة الشهيد البشليقي لـ "العربي الجديد": إن موعدهم مع الفرح والفرج تحول إلى صدمة حقيقية، بعد أن تركها زوجها برفقة أسرتها المكونة من 12 شخصاً، منهم 2 متزوجون، وأطفال في المدرسة، "كان المعيل الوحيد للعائلة".

وتبين البشليقي أن زوجها لم يكن موظفاً، ولا تحصل على أي راتب ثابت سوى شيك وزارة الشؤون الاجتماعية كل ثلاثة أشهر لا يكفي لسد احتياجات عائلتها، داعية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى التدخل العاجل لإنهاء معاناتهم، وصرف راتب زوجها الشهيد.

الحال لم يختلف كثيراً عند مئات الأسر الفلسطينية التي فقدت معيلها، إذ توضح والدة الشهيد خالد أبو شحادة، من سكان مربع حي المصدر، في المغازي وسط قطاع غزة، أن ابنها استشهد بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي صاروخاً نحو البيت خلال حرب 2014.


وتشير بحديثها لـ"العربي الجديد" إلى أن الشهيد خالد، كان المعيل لأسرتها المكونة من 10 أشخاص، إذ إن والده يعاني من مرض نفسي، وتقول: "كان خالد نشيطاً، ويعمل في بيع الخضار، وفي أي مهنة يمكنه من خلالها توفير لقمة عيشنا".

أوضاعهم المعيشية صعبة (عبد الحكيم أبو رياش) 


وتوضح أن أوضاعهم الاقتصادية سيئة للغاية، وتعتمد على شيك الشؤون في توفير لقمة عيش أبنائها، لكنه لا يكفي للإيفاء بمتطلباتهم، وتضيف: "أشارك في كل الاعتصامات المطالِبة بإنهاء معاناة أسر الشهداء، ونطالب المسؤولين بصرف رواتبنا، كي نحيا حياة كريمة، تليق باسم أهالي الشهداء".

يطالبون المسؤولين بصرف الرواتب لهم (عبد الحكيم أبو رياش)


وتوافقها في الرأي والأوضاع أم محمد كلوب، من سكان عزبة بيت حانون شمال قطاع غزة، والتي تعيل أيضاً عشرة أولاد وبنات، بعد استشهاد زوجها رفيق كلوب، موضحة أنها تعيل أسرتها من كفالة الطفل الصغير، وشيك الشؤون الاجتماعية.

من يلتفت لمعاناة أسر الشهداء؟ (عبد الحكيم أبو رياش)


وعن ظروف استشهاده تقول: "خرجنا من منزلنا في الحرب نظراً لخطورة الأوضاع، واتجهنا إلى حي الشيخ رضوان، وبعد فترة بسيطة عاد زوجي وابني إلى البيت مجدداً لإحضار النقود والملابس، فاستهدفت سيارتهم قذيفة أدت إلى استشهاد زوجي وإصابة ابني".

ويعتصم ذوو الشهداء في خيمة أمام مقر المؤسسة بغزة، مطالبين السلطة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها تجاههم وتأمين قوت من فقدوا معيلهم في الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع، إذ تتكفل مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية عادة بمهمة تأمين رواتب شهرية لعوائل الشهداء والجرحى، لكن أهالي شهداء حرب 2014 لم يحصلوا على رواتبهم حتى الآن.

يتمنون حياة كريمة (عبد الحكيم أبو رياش)