دعوات يهودية لرفض أوامر هدم كنيس أقيم بأراضٍ فلسطينية

دعوات يهودية لرفض أوامر هدم كنيس أقيم بأراضٍ فلسطينية

11 نوفمبر 2015
دعوات لقوات الاحتلال لعصيان الأحكام القضائية (الأناضول)
+ الخط -

عادت مسألة رفض الأوامر العسكرية المخالفة للشريعة اليهودية لتطفو مجددا على السطح، بعد أن دعا، أمس واليوم، عدد من كبار الحاخامات في إسرائيل، عناصر الشرطة والجيش، إلى رفض الأوامر العسكرية وأوامر المحكمة الإسرائيلية العليا، بإزالة مبنى "كنيس" يهودي أقامه المستوطنون على أراضٍ فلسطينية خاصة، تم سلبها من أصحابها الشرعيين في مستوطنة شمال غرب القدس المحتلة.


ونشرت الصحف الإسرائيلية، اليوم، أن كبار حاخامات اليهود من التيارين الصهيوني والحريدي وقّعوا على فتوى تلمودية تحرم على الجنود وعناصر الشرطة الإسرائيلية تطبيق أمر أصدرته المحكمة الإسرائيلية بهدم وإزالة مبنى في المستوطنة المذكورة.

وبحسب البيان والفتوى التلمودية، فقد تم وصف قرار المحكمة الإسرائيلية بأنه صادر "عن ملكوت الشيطان، ولا تغير أصول الفقه اليهودي في أنه في حال أصدر الملك أمرا مناقضا للشرائع اليهودية، فينبغي عدم الانصياع لهذا الأمر".

وجاء هذا البيان مع اقتراب الموعد الأخير الذي حددته المحكمة الإسرائيلية، يوم الثلاثاء القادم، بهدم المبنى غير القانوني الذي أقيم على أراض فلسطينية خاصة تم الاستيلاء عليها بقوة السلاح، وإقامة مبنى كنيس عليها.

ووقع على هذه الفتوى كبار الحاخامات من التيار الصهيوني الديني الذي يمثله الحزب اليهودي بزعامة وزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، أمثال حاخام صفد شموئيل إلياهو الذي سبق وأن أفتى ليهود صفد بعدم جواز تأجير سكن في المدينة للطلاب العرب. كما وقع عليها أيضا الزعيم الروحي لحركة "شاس" الحريدية، شلوم كوهين، وزعيم حركة "ياحد" الدينية التي تدّعي الاعتدال، مئير مزوز، وحاخام الحي الاستيطاني اليهودي في القدس المحتلة، أفيغدور نفينتسيل، وحاخام البؤرة الاستيطانية "قبر يوسف" في مدينة نابلس المحتلة، وكبار الحاخامات الآخرين، وهو ما يشكل استمرارا لتحدي الجهات الدينية الصهيونية وغير الصهيونية لسلطة المحكمة الإسرائيلية وشرعيتها في إصدار قرارات الحكم.

وجاء في الفتوى التوراتية: "لا تمسوا الكنيس بسوء، وكل من يجتنب هذا الجرم الخطير ستحل عليه البركة وينجح في حياته". وأضافت: "على أبناء الشعوب الأخرى الذين يعملون في الشرطة الإسرائيلية أن يمتنعوا عن انتهاك مقدسات إسرائيل، لتحل عليهم بركة رب إبراهيم، والد كثيرين من الأغيار أيضا".

وسبق لأنصار هذه التيارات، التي لا تعترف بسلطة المحكمة الإسرائيلية، أن دعت إلى تقويض المحكمة، حيث دعا عضو الكنيست عن البيت اليهودي، موطي يوجيف، إلى وجوب هدم مبنى المحكمة الإسرائيلية العليا بجرافات من طراز "دي تسعة" التي استخدمها الاحتلال في هدم جنين خلال عدوان السور الواقي.

كما سبق وأن دعا كثير من حاخامات المستوطنين، خلال ولاية شارون أيضا، الجنود المتدينين إلى رفض أوامر إخلاء مستوطنات عمونة، متوعدين شارون بمصير أسود وبانتقام الرب منه. فيما أقر قاتل رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق، إسحاق رابين، يجئال عمير، بعد اغتيال رابين في الرابع من نوفمبر عام 1996، خلال التحقيق معه أنه حصل على فتوى دينية يهودية بجواز وجوب قتل رابين، كما أن عددا من حاخامات اليهود أجروا طقوس شعوذة دعت إلى قتل رابين، وهي الطقوس المعروفة في الديانة اليهودية بـ"بولسا دينورا".

اقرأ أيضا: إصابات خلال مواجهات مع الاحتلال في القدس والضفة