خريج من غزة يشغل مواقع التواصل: "أمي أكبر من الجامعة"

خريج من غزة يشغل مواقع التواصل: "أمي أكبر من الجامعة"

26 اغسطس 2020
تباين في المواقف إزاء تصرف الطالب (حسام الدين الجزار/فيسبوك)
+ الخط -

أثار الطالب الفلسطيني حمزة أبو عبادة موجة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الأخيرين، إثر نشر مقطع فيديو له يوضح اعتراضه على منع "إدارة الجامعة الإسلامية" في غزة له من تكريم والدته عبر منصة الاحتفال الرسمية.

وخلع الطالب أبو عبادة ثوب التخرج، ورماه أرضاً، قبل أن يصطحب والدته متحدياً منسق الأمن الذي منعه في المرة الأولى، مردداً عبارة "أمي أكبر من الجامعة"، وهو ما أشعل موجة من النقاش الحاد عبر مواقع التواصل كان صداها أكبر عبر "فيسبوك" الأكثر تداولاً بين الفلسطينيين.

واعتبرت شريحة واسعة من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما قام به الطالب الخريج تصرفاً مثالياً يحيى عليه، كونه أراد الاحتفاء بوالدته وتكريمها على وقوفها بجواره خلال فترة دراسته الجامعية طوال 4 سنوات.

في المقابل، رأت شريحة أخرى أن ما قام به الطالب هو مخالفة لقواعد البروتوكول المتداولة خلال احتفالات التخرج التي تلزم الخريجين ببرنامج معين يحظر كسره، معتبرين ما جرى أمراً مخالفاً كان يستوجب الحكمة كذلك من منظمي الاحتفال.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أقدم البعض على محاولة الوصول إلى الطالب ومعرفة هويته لدعمه وتكريمه معنوياً أو مادياً، فانتشرت منشورات تتحدث عن مكافآت مالية له بعضها كان من فلسطينيين خارج القطاع.

وكتب الناشط محمد زرندح عبر صفحته في "فيسبوك": "كنت أتمنى من الخريج أن يلبس والدته ثوب التخرج بعد أن خلعه ويقوم بتكريمها كونها سبب نجاحه بدلاً من الحديث عن البروتوكولات وغيرها بالنهاية أحسن الخريج بتصرفه".

وقال الصحافي علاء شمالي: "لا أحد ضد النظام والقانون والقواعد والمراسيم والبروتوكولات والأنظمة الاحتفالية، لكن تعلمنا أن لكل قاعدة استثناء، وكان يمكن أن تكون مخالفة النظام هي نظام". وأضاف: "لست مع تعميم الأمر والقول إن الكل له الحق في صعود والدته على المنصة، وأنا مع أن الشاب الخريج خالف الأنظمة والقوانين والبروتوكولات وهذا ليس من حقه، ولست مع أن يكون جزء من حياتنا على حساب النظام، ولست مع التشجيع تحت مبررات مختلفة، لكن نظرة هذا الشاب وتخيلاته وتوقعاته وحبه لأمه، دفعته لهذا العمل وهذه الخطوة العفوية التي واجهت رفضاً من رجل الأمن وهو من حقه".

من جهته، انتقد الأكاديمي أبو حسام الجزار في منشوره عبر "فيسبوك" الموقف قائلاً: "احنا عاطفيين جدا جدا النظام حلو، ووالدتك على عين ورأس الجميع ولكن ليس هذا المكان الذي تستعرض فيه بر والدتك". وأضاف: "حين حاول النظام منعه خلع الخريج ثوبه عند قدمه أمام البروفسورات ورئيس الجامعة، وفي هذا إهانة كبيرة للعلم والعلماء، وأخذ أمه فوق المنصة وقال (أمي أهم من كل الجامعة) فصفق الجميع ومنهم من بكى من الموقف وقدسية الموقف أهم بكثير من الاستعراض".

واتفق مهند أحمد مع الرأي الذي تحدث عن شهامة الشاب بموقفه مع والدته قائلاً: "تصرف الشب شهم بحق أمه، لكن تصرفه خاطئ كلنا نفسنا أمهاتنا تشاركنا لكن في بروتوكول للحفل، وكان الأجدر من القائمين تدارك الأمر وأن يتصرفوا معه لاحقاً".

وغردت الناشطة وفاء مؤيدة تصرف الخريج أبو عبادة في غزة: "بكل عفوية أرادت الأم أن تفرح بتخرج ابنها وأراد هو أن يسعد قلبها بأن تجلس جانبه على المنصة رفض أمن الجامعة ببروتوكولاته السخيفة... فلتسقط القوانين تحت أقدام الأمهات".

وعلق الناشط محمد قريقع على ما جرى: "لا ألوم رجل الأمن فهو يعمل ضمن بروتوكول يُفرض عليه، ولا ألوم الطالب فالأم نعجز عن سداد الشكر لها".

وبارك الناشط محمد الصوص تصرف الخريج أن الطالب لم يخطئ باصطحابه والدته إلى المنصة لتكريمها، ولو كان الأمر مرتبطا بأحد الأكاديميين في الجامعة لما منعه الأمن المشرف على احتفالات التخريج، مؤيداً عبارته بأن الأم أكبر من الجامعة.

 

المساهمون