فيما يسود الهدوء الحذر كافة مناطق شرق العاصمة طرابلس، أكد شهود عيان وصول أرتال جديدة من السيارات المسلحة من مدن مصراته ومسلاته وزليتن موالية لحكومة الإنقاذ لمواقع عسكرية بوادي الربيع شرق العاصمة، ما يعزز احتمال تجدد القتال خلال الساعات المقبلة.
وفي ثاني مواجهة مسلحة، شهدت مناطق خلة الفرجان وصلاح الدين ووادي الربيع، ليلة أمس السبت، اشتباكات عسكرية عنيفة إثر إقدام قوات حكومة الوفاق على الهجوم على مواقع الحرس الوطني، التابع لحكومة الإنقاذ، تمكنت خلالها من السيطرة على مقر شركة النهر بوادي الربيع وبعض الفيلات والاستراحات بخلة الفرجان.
وقال شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الوفاق حاولت السيطرة على مقر معسكر اليرموك في صلاح الدين، حيث اشتبكت مع قوات الإنقاذ في أكثر من موقع، لكن أكثرها ضراوة كانت بصلاح الدين ووادي الربيع، واستمر خلالها القتال باستخدام الأسلحة الثقيلة والدبابات حتى ساعات صباح اليوم الأحد.
ووفق المصادر ذاتها، فإن الحركة تكاد تكون مشلولة تماما في مناطق عين زارة ووادي الربيع، بسبب السواتر الترابية والانتشار الكثيف للسيارات المسلحة.
وكانت مجموعات مسلحة بطرابلس ومصراته ومدن أخرى أعلنت، الخميس الماضي، عن إعادة تكوين "الحرس الوطني" كقوة تابعة لوزارة دفاع حكومة الإنقاذ، بـ"هدف حفظ أمن العاصمة وحماية مؤسسات الدولة"، بعد أن اصطدمت مع قوات تابعة لحكومة الوفاق بمنطقة الهضبة الأربعاء والخميس الماضيين.
من جهته، دعا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، في بيان أمس السبت، "وحدات الجيش والشرطة إلى ضبط الأمن بالمنطقة ومواجهة العصابات الخارجة عن القانون"، في إشارة إلى قوات الحرس الوطني.
ومنذ أن تمكنت حكومة الإنقاذ من العودة إلى مقارها وسط العاصمة، في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عملت على توسيع رقعة نفوذها، فسيطرت مطلع الشهر الماضي على عدد من الوزارات، أهمها وزارة الدفاع وسط طرابلس.