توأمة فلسطينية فرنسية على أنغام الدبكة

15 اغسطس 2017
"دبكة" فلسطينية فرنسية/ مخيم عين الحلوة لبنان (العربي الجديد)
+ الخط -
الدبكة الفلسطينية أحد أوجه التراث التي يحافظ عليها الفلسطينيون في مخيمات اللجوء، وهي عادة تكون على أنغام موسيقى تراثية والآلات الموسيقية الخاصة، كالمجوز والناي، والإيقاع.
في لبنان، شكّل أطفال فلسطينيون وفرنسيون فرقة إيقاعية على موسيقى برازيلية، قبل وقت، وتدربوا كي يتناغم أسلوب فرقتهم مع حركات الدبكة الفلسطينية لتكون ضمن مشروع، تبادل الثقافات بين الأطفال الفلسطينيين من بوابة تطوير سُبل ثقافتهم وانفتاحهم على الفنون العالمية الأخرى.
وقالت سارة مصطفى منسقة البرامج في "مركز التضامن الاجتماعي" في مخيم عين الحلوة (جنوب لبنان)، لـ "العربي الجديد": "بعد أن قام وفد فرنسي بزيارة المخيم والتعرّف على الأطفال، وخاصة الذين يتدربون على الدبكة الفلسطينية، كانت فكرة مدرب الإيقاع في مؤسسة Batuka VI إنشاء فرقة مختلطة تضم أطفالا من فلسطين وفرنسا".
وأضافت "تم اختيار ثمانية أطفال فلسطينيين، للتدرّب على الإيقاعات البرازيلية بمشاركة ثمانية أطفال آخرين من فرنسا، حيث تم تشكيل فرقة استعراضية إيقاعية تم تدريبها من قبل مدرب وصل خصيصاً من العاصمة الفرنسية باريس، واللافت أنه تم دمج الدبكة الفلسطينية مع الإيقاعات البرازيلية، التي يتقنها الفرنسيون، حيث قدّم الأطفال استعراضاً فنياً في شوارع مدينة صيدا (جنوب لبنان)، لاقى قبولاً جيداً عند المتابعين، على الرغم من التساؤلات التي حصلت، أوضحنا أن الثقافة الموسيقية والفنية لا تلتزم بخط محدود".
وأكدت سارة أن هذه الخطوة تأتي تتويجاً لتبادل الثقافات بين الفلسطينيين والفرنسيين وقد اختارت جمعية "أصدقاء عين الحلوة" الفرنسية، أطفال مخيم عين الحلوة للتشابه مع أطفال فرنسيين يعيشون، في مدينة "غرونوبل" الفرنسية وهي منطقة تشبه المخيم من ناحية الحياة الصعبة التي يعانيها سكان بعض المخيمات، وتتعرض المدينة الفرنسية التي يتناولها الاعلام بأنها مدينة، غير مناسبة للعيش، وتعتبر واحدة من المُدن العشوائية وهذا ما جعلها تعاني من أمور كثيرة تُشبه واقعا، وحال أطفال المخيمات الفلسطينية، إضافة إلى بعض القضايا المُشتركة.
واعتبرت أن "الفرنسيين أرادوا أن يوجهوا رسالة إلى العالم من خلال الأطفال الفلسطينيين، والبعد عن المآسي، وشظف العيش، ونقل صورة ثقافية إنسانية أمام التضليل الإعلامي، والقول إن الأطفال ومن خلال الموسيقى يستطيعون التعبير عن أنفسهم وإظهار طاقاتهم وقدراتهم الفنيّة التي تدحض الافتراءات، وتقيهم شر العنصرية، وأنه من رحم المعاناة يولد الإبداع".
ولفتت إلى أنه بعد انتهاء التدريبات وعودة الفرنسيين إلى بلادهم، ستتم متابعة التدريبات في مخيم عين الحلوة على الموسيقى على أمل أن يشارك الأطفال الفلسطينيون في استعراضات فنيّة في فرنسا.
أما إيمان، إحدى أعضاء الفرقة الموسيقية الفرنسية، فقالت إنّ "تجربتنا مميزة مع الأطفال الفلسطينيين داخل المخيم، وخاصة أننا بحاجة لنتشارك معهم قضيتهم كي نوصلها إلى أكبر عدد من دول العالم، لأنهم أصحاب قضية محقة، وأصحاب أرض بالدرجة الأولى، ومن خلال الموسيقى نستطيع أن نوصل هذه الرسالة، وأن نجد الأطفال الفلسطينيين مبدعين رغم حرمانهم من أمور عدة في حياتهم".



المساهمون