بين الأمس واليوم

بين الأمس واليوم

12 فبراير 2019
+ الخط -
صراع لم نعهده. بدأ يلف في أفق الأشقاء، لغاية في نفس يعقوب، لم تقضَ بسبب تحمس فريق لصفعة القرن، من دون أن يدعمها الفريق الثاني. ما جعل الأشقاء الفاقدين للقرار يلجأون إلى طرق ملتوية، أو بمعنى أصح أقل ما يقال عنها أنها غير أخلاقية، كان أولها شيطنة قطر، واتهامها باتهامات لا أساس لها من الصحة، بل الأنكى محاولة احتلالها، لولا تدخل تركيا والولايات المتحدة بثقليهما من خلال قواعد عسكرية، جعلت الأشقاء الأعداء يفكرون ألف مرة، قبل القيام بتصرّف قد ينهيهما من على وجه التقسيم الجغرافي، وهو ما صرّح به رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب إن بعض الدول لا تستطيع العيش أسبوعين من دون الحماية الأميركية، وهو الأمر الذي جعل الأشقاء يبلعون الإهانة، بطرق دخيلة على الإنسان العربي الذي من صفاته الشجاعة والإقدام والإيثار، ما يطرح سؤالاً عميقاً: لمَ كل هذا التقوقع أمام الدول الغربية؟ والتنمر على الدول العربية التي تعاني الفقر والتخلف والأمية والأوبئة. وليس على القارئ الكريم إلا أن ينظر الى التقارير الواردة من اليمن، سورية، العراق، الصومال، مصر، ليبيا.... وما خفي أعظم، ليس أقله نشر الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، بطرق داعشية، ما يطرح السؤال: من تعلم ممن الوحشية؟ وما قانون جاستا ببعيد، والقائمة طويلة لا يتسع المقال لذكرها، ما يجعل الموضوع مفتوحاً على مقالات جديدة في الموضوع نفسه، فالقائل إن من فقد العربية السعودية فقد نصف العالم عليه أن يعلم أن الدول تقاس بما تنتج، وبما تصنع، وبما تتفوق، والمعادلة القائمة أمامنا أننا أمام دولة تعتمد على النفط والسياحة الدينية بنسبة تقترب من مئة في المئة، ما يجعلنا أمام اقتصاد هش، يعتمد على الثروة الطبيعة والسياحة الدينية، وهو ما ينبغي أن يجعل الأمة العربية الإسلامية تفكر في جعل مكة والمدينة منطقة حرة، أو بمعنى أصح دولة خاصة، تكون مرجعاً إسلامياً شاملاً، لا يخضع لأي سلطة، كما هو الحال في الفاتيكان. وللمملكة المغربية تاريخ عريق جمع بين الشرق والغرب، ما جعل المغاربة يتميزون بمواصفات خاصة تختلف عن الشرق في عديد من تمظهراتها الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. أضف إلى ذلك أن في المغرب شريحة كبيرة من آل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام، لهم الحق التاريخي والعقائدي في مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما هو الحال بالنسبة لبعض القوميات في بعض الأراضي العربية.
77025374-EF2D-463D-B87A-0DD7DD77079D
77025374-EF2D-463D-B87A-0DD7DD77079D
رشيد المجدوبي (المغرب)
رشيد المجدوبي (المغرب)