بدء الزحف للموصل: المساهمة التركية لوجستية والمليشيات خارج المدينة
نجحت واشنطن في حل أبرز المشاكل السياسية المتعلقة باستعادة السيطرة على محافظة نينوى، وعاصمتها الموصل، والتي كانت تعيق عملية الهجوم على المدينة طيلة الفترة الماضية، وذلك بعد تسوية الخلافات بين بغداد وأربيل وإيجاد صيغة لطبيعة مشاركة مليشيات "الحشد الشعبي" واستبعاد مشاركة "حزب العمال الكردستاني"، بينما لن تشارك القوات التركية في أي عملية عسكرية، مع التأكيد على أن دورها في العملية المرتقبة سيكون عبر الدعم اللوجستي بحسب ما كشف عنه وزير بارز في حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال اتصال هاتفي أجرته "العربي الجديد" معه، حيث يجري زيارة خاصة إلى العاصمة الأردنية عمّان.
وفجر أمس الأحد، قرعت بغداد طبول الحرب من خلال إرسال أول ثلاثة ألوية قتالية إلى محافظة نينوى، من العاصمة سالكة الطريق البري الرابط بين بغداد ــ محافظة صلاح الدين ثم محافظة نينوى، وتحديداً في مدينة القيارة جنوب الموصل، مستغنية عن طريق كركوك ــ أربيل السابق، بعدما تمكنت القوات العراقية من استعادة السيطرة على الحدود الفاصلة بين محافظة صلاح الدين ونينوى. وأعلن قائد عمليات تحرير نينوى، اللواء الركن نجم الدين الجبوري، في بيان صحافي، بدء وصول التعزيزات العسكرية من بغداد إلى مشارف الموصل ومعها أسلحة ومعدات حديثة تستخدم لأول مرة في هذه المعركة المرتقبة، مبيناً أنّ "بعض تلك الأسلحة سيدخل الخدمة لأول مرة، ومنها أسلحة إلكترونية مصممة خصيصاً لحرب الشوارع، ونوابض كهرومغناطيسية مُعطلة للعبوات الناسفة ومعدات أخرى". وأضاف "هذه التحركات تأتي تمهيداً لإطلاق عملية تحرير مدينة الموصل ومحيطها من قبضة تنظيم داعش".
محلياً، قالت مصادر طبية عراقية، لـ"العربي الجديد"، إن 23 مدنياً، بينهم 17 امرأة وطفل، قتلوا بقصف استهدف منازل في حي النجار وسط الموصل شنته مقاتلات أميركية. وقال طبيب في مستشفى الموصل العام، لـ"العربي الجديد"، إن " جثث 23 مدنياً وصلت الى المستشفى نتيجة قصف مجموعة من المنازل، واستمرت عملية انتشال الجثث من تحت الأنقاض لنحو ساعتين"، مبيناً أن "11 مدنياً يرقدون حالياً في المستشفى".
وعقب القصف الجوي والإعلان عن بدء تحرك عسكري من بغداد، يعيش سكان الموصل، البالغ تعدادهم وفقا لتقارير صدرت عن ناشطين محليين، نحو مليون وربع المليون في حالة من القلق الشديد، إذ يمنع "داعش" سكان المدينة من مغادرتها، ويفرض عليهم إقامة جبرية منذ أكثر من عام ونصف العام. وتؤكد مصادر محلية أن التنظيم لا يخطط للانسحاب من المدينة، بل يقوم حالياً بعمليات تحصين لأسوار المدينة وحفر أنفاق وزيادة حقول الألغام حولها، وهو ما يجعل من معركة الموصل صعبة ومحفوفة بمخاطر عمليات إبادة للسكان وتدمير للمدينة التاريخية.