المغرب: اعتقال خلية إرهابية كانت تخطط لاستهداف أهداف حساسة

المغرب: اعتقال خلية إرهابية كانت تخطط لاستهداف أهداف حساسة

10 سبتمبر 2020
أسفرت العملية عن توقيف خمسة متطرفين (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت السلطات المغربية، اليوم الخميس، عن اعتقال خلية إرهابية تابعة لتنظيم "داعش"،كانت تخطط لاستهداف منشآت وأهداف حساسة بعبوات ناسفة.

وقال المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، إنه تمكّن، صباح اليوم الخميس، من تفكيك خلية إرهابية تابعة لما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية"، وإحباط مخططاتها التي كانت وشيكة وبالغة التعقيد، ولها ارتباطات في عدة مدن مغربية.

وكشف المكتب عن تفاصيل العمليات التي قادها، وتمت بشكل متزامن بمدن طنجة وتيفلت وتمارة والصخيرات، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، وأسفرت عن توقيف خمسة متطرفين، تتراوح أعمارهم بين 29 و43 سنة.

وقال المكتب، في بيان له، إنّ أحد المشتبه فيهم أبدى مقاومة عنيفة بمدينة تيفلت، محاولاً تعريض عناصر التدخل السريع لاعتداء إرهابي، حيث أصاب أحدهم بجرح بليغ على مستوى الساعد باستعمال أداة حادة، قبل أن يتم توقيفه بعد إطلاق عيارات نارية وقنابل صوتية بشكل تحذيري.

كما "حاول المشتبه فيه، الموقوف بمدينة تمارة تفجير نفسه باستعمال قنينة للغاز من الحجم الكبير، مبدياً مقاومة عنيفة اضطرت معها عناصر التدخل السريع لإطلاق أربع عيارات نارية وقنابل صوتية وأخرى مصحوبة بدخان كثيف لحجب الرؤية عن المعني بالأمر، مما مكّن من تحييد الخطر وإجهاض التهديدات الإرهابية الصادرة عنه"، وفق البيان.

وأشار المكتب المركزي إلى أنّ إجراءات التفتيش وعمليات المسح والتمشيط التي أجريت في محلات وشقق كان يستغلها المشتبه فيهم كأماكن آمنة وكقاعدة خلفية للدعم اللوجستي، أسفرت عن حجز ثلاثة أحزمة ناسفة، تحتوي على مجوفات لولبية لتحميل الأجسام المتفجرة، و15 قنينة تحتوي على مواد ومشتملات كيميائية مشبوهة، وصاعقين كهربائيين، ومعدات إلكترونية، ومساحيق كيميائية وأسلاك كهربائية، وثلاثة أقنعة، ومنظارين، ومعدات إلكترونية وكهربائية للتلحيم، وكاميرا رقمية متطورة، وقنينتين للغاز المسيل للدموع، ومجموعة كبيرة من الأسلحة البيضاء من أحجام مختلفة، وأسطوانات غاز من الحجم الصغير، وطنجرتين للضغط مملوءتين بالمسامير والأسلاك، وأخرى تحتوي على سائل كيميائي مشبوه، علاوة على عدة حقائب بلاستيكية تحتوي على لولبات حديدية ومواد مشبوهة، وخمس بطاريات للشحن، و25 مصباحاً كهربائياً.

كما مكّنت عمليات التفتيش من حجز مجسّم ورقي يرمز لشعار تنظيم "داعش"، وثلاث سترات مفخخة في طور التحضير، وعدة أنابيب بلاستيكية تدخل في تحضير الأحزمة المفخخة وإعدادها، فضلاً على ثلاثة كيلوغرامات تقريباً من نترات الأمونيوم، والتي تم وضعها رفقة باقي المحجوزات الكيميائية رهن إشارة الخبرة التقنية التي سيباشرها مختبر الشرطة العلمية والتقنية.

وحسب الأبحاث والتحريات المنجزة، فقد تم التأكّد من أن زعيم هذه الخلية الإرهابية، من ذوي السوابق القضائية في الجرائم العنيفة، ويصنّف ضمن المشتبه فيهم الخطيرين.

مكّنت "الضربات الاستباقية" السلطات الأمنية من تفكيك أكثر من 200 خلية إرهابية منذ 2003 وحتى 2019، بمعدل خلية واحدة شهرياً

وأوضح المكتب أنّ هذا الزعيم، كان قد خطط بمعية باقي المساهمين للقيام بعمليات إرهابية تستهدف عدة منشآت وأهداف حساسة، وذلك باستخدام عبوات متفجرة وأحزمة ناسفة بقصد زعزعة أمن المملكة واستقرارها.

كما بيّنت إجراءات البحث، أنّ المشتبه فيهم كانوا قد قاموا بمهام استطلاعية، قصد رصد الأهداف المزمع استهدافها بواسطة عمليات انتحارية، باستعمال سترات مفخخة، إيذاناً بإحداث خسائر جسيمة وإعطاء وقع كبير لهذه العمليات الإجرامية، خدمة للأجندة التخريبية لما يسمى تنظيم "داعش".

ويأتي تفكيك الخلية الإرهابية الجديدة بعد شهرين من اعتقال خلية بمدينة الناظور (شمال شرق) تتكون من أربعة عناصر تتراوح أعمارهم بين 21 و26 سنة، من بينهم شقيق أحد المقاتلين في صفوف "داعش".

ويؤشر اعتقال الخلية الجديدة على أن الخطر الإرهابي في المغرب يبقى قائماً، على الرغم من كل الإجراءات الأمنية المتبعة، خاصة من قبل إرهابيين لهم ارتباط بتنظيم "داعش".

وبحسب ما كشف عنه تقرير صادر، العام الماضي، عن "مرصد الشمال لحقوق الإنسان"، فإن 73% من قادة الخلايا المفككة من قِبل المكتب المركزي للأبحاث القضائية، ما بين 2015 و2018، كانت لهم صلة مباشرة بأفرادٍ من تنظيم "داعش" موجودين في سورية أو العراق أو ليبيا، و12% من العائدين من إحدى هذه الساحات.

ومنذ صدمة أحداث الدار البيضاء الإرهابية، في  16 مايو/ أيار 2003، التي جاءت في سياق دولي متسم بارتفاع تحدي الجماعات المتطرفة، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، سارعت الأجهزة الأمنية المغربية إلى تغيير تعاملها مع خطر الإرهاب الذي لم يعد المغرب بمنأى عنه باعتماد مقاربة استباقية، كان من ملامحها الرئيسة تفكيك الخلايا الإرهابية قبل وصولها إلى مرحلة التنفيذ.

ووفق إحصائيات وزارة الداخلية المغربية، فقد مكّنت "الضربات الاستباقية" السلطات الأمنية من تفكيك أكثر من 200 خلية إرهابية منذ 2003 وحتى 2019، بمعدل خلية واحدة شهرياً.