الفرقاطة صافينار غير مكلفة بالمناسك

الفرقاطة صافينار غير مكلفة بالمناسك

15 اغسطس 2019

صافينار.. ما بين شرم الشيخ ودبي كلما تيسر الحال

+ الخط -
بعد سلسلة الحوادث البحرية، المتعلقة بقرصنة البواخر البحرية ما بين جبل طارق ومضيق هرمز، قامت دولة عظمى بحماية وتأمين سفنها وفرقاطاتها بوسائلها الخاصة، سواء عبر الطرق الدبلوماسية المعهودة حماية لمصالحها الدائمة في العالم، أو عبر مزيد من الحمايات الخشنة من أساطيلها وإعدادها بوسائل الحرب أو التمهيد لها. من هنا بدأنا، نحن في مصر، الخوف والهلع على فرقاطتنا، وخصوصا أنها تتحرك كثيرا، طول أيام السنة، ما بين شرم الشيخ ودبي، ولها معزّة خاصة، وركن مكين في قلوب المصريين وعيونهم، بدليل أن دبي تنازلت لنا عنها بعد مواثيق وعقود وعهود ومحامين، على ألا تغيب تماما عن موانئ دبي، ولا تعطّلها ملاحقة القضاء عن أداء مهامها في البحر، مهما كانت المخالفات وجسامتها، وبذلك أعطيت لها حرية التنقل على مدار السنة بين دبي وشرم الشيخ من دون مضايقةٍ، لا من المحامي عنبر ولا المحامي سمير، وذلك لأنها في خدمة وطنيْن تربطهما أواصر المحبة. 
على الرغم من أنها إلى الآن، وبكل تواضع وكرم، لم تفعل ما تفعله بعض الراقصات، كتأمين على "قاعدة صواريخها" في أي شركة تأمين، وذلك لأنها تثق في "الخامة" ومشتملات الفرقاطة من "موتور" وجمال الصّنْعة ومتانة الخشب.
وعلى الرغم من ذلك، تحدث أحيانا بعض المشاحنات الدبلوماسية على الفرقاطة صافينار، وخصوصا في أعياد رأس السنة من كل عام والأعياد الأخرى، وأحيانا في الترويح عن الشعبين، وخصوصا في أيام الانتصارات الكروية، ككأس العالم مثلا أو البطولات الأفريقية. وغالبا يصل الطرفان، في أوقات النزاع على جهود الفرقاطة صافينار، إلى مزيد من تكثيف الدبلوماسية وجهودها. وفي الغالب، يصل الطرفان إلى حل يرضي الجميع. وعلى ذلك، تستقر الفرقاطة صافينار، طول أيام السنة، ما بين المياه العذبة في مصر والنسيم العليل في شرم الشيخ وما بين أضواء دبي كلما تيسّر الحال وزاد الطلب، وذلك لأنها من دبي بدأت، ولبلد المنشأ حق استدعاء فرقاطاته متى شاء، وخائنٌ من ينكر فضل الكسرة والملح واللبن، كما قيل.
علاوة على أن المصالح ما بين دبي وشرم الشيخ آمنة ومؤمّنة، ولا يخاف فيها الراعي على غنمة، لا من كلب ولا من ذئب ولا حتى من لبؤة أو أسد، ولا حتى من محامٍ يريد التكسّب من هنا أو هناك، ولا حتى من محاكم جزئية أو كلية أو حتى جنايات، فالمحامي دائما ما يحضر بكل ألوان أروابه عن الفرقاطة صافينار في أي محكمةٍ كانت، حتى وهي هناك تؤدّي واجبها الوطني في المياه الدافئة، أو في أعالي البحار في بعض رحلاتها الاستكشافية.
ولم يحدث، ولو حتى في مرة واحدة، أن طالبها قاضٍ برد المبالغ، وفي كل القضايا التي دخلتها، ببركة دعاء الأحبة، خرجت منها براءة وكاملة مكمّلة، مع بالطبع خمسين قُبلة، في التليفون بالطبع، من محاميها، وهو ما زال أمام منصة العدالة يتسلم منطوق الحكم، وهي هناك تؤدي واجبها الوطني في مياه شرم الشيخ، ثم تعود إلى القاهرة في استراحة معرفية في محاولة ذاتية منها لقراءة مجلدات "لسان العرب"، فهل بعد كل هذه الجهود الوطنية الخالصة في مياه العرب، تحتاج الفرقاطة صافينار إلى جولة في بلاد الحرمين، سواء بعد العيد أو قبله، كي تؤكد على حسن وطنيتها وسيرتها المباركة، سواء في الحرب أو السلم؟ وهل سوف تستدعي السلطات في السعودية طاقمها أو تحقق معهم لا قدر الله، أو تسحب جوازات سفرهم، وخصوصا أن الفرقاطة صافينار تحمل على متنها علمين لدولتين عربيتين بينها وبينهما علاقات دولية، وتمثيل دبلوماسي وحسن جوار برا وبحرا؟ وهل لو أحبت الفرقاطة صافينار، في أيام بها مؤشرات حرب، أن تتسوّق من أسواق مكة أو المدينة، فهل سوف تسمح لها السلطات بذلك؟ أم أن الضيف الكريم، في أوقات الهول والحرب، في مواسم الحج، ترفع عنه موجبات المناسك؟