العلم الفلسطيني وصورة القدس

العلم الفلسطيني وصورة القدس

07 فبراير 2017
+ الخط -
قرأت باهتمامٍ ما كتبه عضو اللجنةِ المركزية لحركةِ فتح، ناصر القدوة، عن رؤيتِه أبعادِ احتماليةِ إقدام الإدارةِ الأميركية الجديدة على نقلِ مقرِّ سفارتِها من تل أبيب إلى القدس.
يعتمد جلّ ما تقدمَ به القدوة اعتماداً كبيراً على السلطةِ الفلسطينيةِ ومرافقِها السياسية وقدرة تلك السياسةِ على إقناعِ العالم بأنّ نقلَ السفارةِ إلى القدس سيعجلُ بصراعٍ طويلِ الأمد في الأراضي الفلسطينية، وهذا ما تريدُه الحكومةُ الإسرائيليةُ من أجل إعادةِ سيناريو المقاطعة 2002، وفرضِ حصارٍ عسكري وسياسي على الرئيسِ محمود عباس وحبسِه في المقاطعةِ، بحجةِ دعمِه الإرهابِ وتأجيجِ مشاعرِالفلسطينيين والعربِ للثأرِ من التصرفاتِ الإسرائيلية بحقِّ مدينةِ القدس، في ظلِّ وجودِ الإدارةِ الأميركية الجديدة، والمتوقع أن تكونَ الأكثرَ تطرّفا نحو الفلسطينيين، والأكثرَ قرباً من الإسرائيليين، فإنّ طموحاتِ نتنياهو بتحقيقِ مشروعِ "إسرائيل 2020"، لن يحقّقَها له إلا دونالد ترامب.
ما تحدّث عنه القدوةُ عن خطةٍ شاملةٍ بعدّةِ محاورٍ يطمحُ باعتمادِها من القيادةِ الفلسطينيةِ للردِّ على موضوعِ نقلِ السفارةِ إن تمت عمليةُ النقلِ، وأن تكونَ هناك خطةٌ يمكنُ البناءُ والعملُ من خلالِها، وتشملُ عدةَ نقاطٍ ومحاورٍ، منها المقاطعةٌ السياسية، وتفعيلٌ الاتفاقيات الدولية، وأهميةُ قرارات مجلس الأمن، وأهميةٌ اتفاقياتِ السلامِ الإسرائيلية العربية.
ما أودُ أن أطرحَه للقارئ ِالفلسطيني والعربي هو إمكانيةُ إضافة صورة عامة لمدينة القدس في قلبِ العلمِ الفلسطيني، وأن يعملَ الممثلُ الشرعي للشعبِ الفلسطيني (منظمة التحرير الفلسطينية) بالتوافقِ مع الفصائلِ الفلسطينية والمثقفين والكتابِ والأدباءِ والشعراءِ والفنانين وكل أطرافِ وأطيافِ المجتمعِ الفلسطيني، على ترويجِ الفكرةِ للردِ على موضوعِ نقل ِالسفارة ِالأميركيةِ إلى القدس.
إليكم أن تتخيلوا صورةَ العلمِ الفلسطيني الجديدِ، الألوان الأربعة، وفي وسطَها صورةٌ عامةٌ لمدينةِ القدس عاصمة الدولةِ الفلسطينية، وإليكم أن تتصوّروا العلمَ الفلسطيني الجديدَ وهو يرفرفُ في أروقةِ الأممِ المتحدة، وإليكم أن تتصوّروا الرئيسَ الفلسطيني يعقدُ مؤتمرا صَحفياً ويستقبلُ وفداً أميركياً والعلمُ الفلسطيني الجديد خلفه.
حجمَ الالتفافِ الشعبي والجماهيري وبأدواته وإمكانيته البسيطة هي من تصنعُ الفارقَ وهي من تضعُ وترسمُ السياساتِ وليست الغرفُ المغلقةُ من تؤثرُ في صناعةِ السياسة الفلسطينية، فالمتغيراتُ على أرضِ الواقعِ هي من تفرضُ كلمتها والممارسات الفلسطينية وحجم الرد يجبُ أن يأخذَ الطابعَ الشعبي والجماهيري، بالإضافةِ إلى العملِ الرسمي والدبلوماسي، فلا أحدَ يستطيعُ أن ينكرَ الدورَ السياسي والدبلوماسي في المعركةِ الفلسطينيةِ ضد ممارساتِ الاحتلالِ الإسرائيلي، لكنها غيرُ كافيةٍ، ولا يخشاها الاحتلالُ كثيرا لأنّها صامتة، ولكنّ ما يخشاه الاحتلال الإسرائيليُّ أن يجدَ الجماهيرَ الفلسطينيةَ ترفعُ علمَها الفلسطيني الجديد.
8981FDE1-0454-4CBC-894E-2351C53A26E0
8981FDE1-0454-4CBC-894E-2351C53A26E0
أشرف أبوخصيوان (فلسطين)
أشرف أبوخصيوان (فلسطين)