العالم يحتفل بالعثورعلى لوحة بيكاسو... ونحن نتحسّر لآثار العراق

العالم يحتفل بالعثورعلى لوحة بيكاسو... ونحن نتحسّر لآثار العراق

28 فبراير 2015
صورة عن اللوحة
+ الخط -

في حين شهد العالم العربي قبل أيّام، واحدة من أبشع الجرائم، وهي تدمير الآثار الآشورية في متحف نينوى، على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الصامت، نجد على الضفة الأخرى من الكوكب، أولئك الذين يبحثون عن استعادة أيّ كنز من كنوزهم المسروقة، ويبذلون جهوداً حثيثة، لسنوات، حتّى يصلوا إلى مكانها.

فبعد 14 عاما من الاختفاء، استطاعت فرنسا أن تجد لوحة بيكاسو الشهيرة التي تحمل اسم "لاكوافوز LA COIFFEUSE"، ليحتفل العالم معها بهذا الخبر السعيد. فهذه اللوحة التكعيبية التي تعود إلى العام 1911، والتي يبلغ طولها 46 سنتيمترا وعرضها 33 سنتيمترا فقط، كانت ضمن مقتنيات "مركز جورج بامبيدو" الفرنسي في باريس، قبل أن تختفي في العام 2001. ويقدّر ثمنها بملايين الدولارات. وقد تمّ اكتشاف السرقة في وقت متأخّر، بعد جرد المتحف حينذاك، دون التوصّل إلى أيّ معلومة تفيد في تقفّي آثار جريمة سرقتها.

وقد ظلّت لوحة بيكاسو هذه، موضع بحث لسنوات طويلة في كامل أوروبا. لكنّ خطأً بسيطاً ممن كان يحتفظ بها، أدّى إلى كشف ملابسات ضياعها. فقد أرسلها من بلجيكا في طرد بريدي إلى نيويورك في شهر ديسمبر/كانون الأوّل الماضي، واضعا عليها عبارة "عيد ميلاد مجيد" لجعلها تبدو مجرّد هدية عيد ميلاد عادية. لكنّ ارتياب عامل البريد، أدّى إلى تحويله الطرد نحو قسم مكافحة تهريب الآثار، ليتمّ التأكد من كونها اللوحة الأصلية الضائعة.

هكذا وجدت فرنسا لوحتها الضائعة في الولايات المتحدة الأميركية، وهكذا سيحتفي العالم الغربي، بعودة اللوحة الصغيرة التي سترعاها منظمات حماية الآثار والأعمال الفنية، في حين لن يبقى للعرب سوى التحسّر على الثور المجنّح، والآثار المسروقة والمخرّبة التي لن تعود أبداً.

المساهمون