الثورة السورية إلى أين؟

الثورة السورية إلى أين؟

14 يوليو 2014
+ الخط -

بعد أكثر من ثلاث سنوات على انطلاق الحراك الشعبي من درعا، ومرور انتفاضة الشعب السوري بأطوار عدة، من العمل السلمي إلى العسكرة إلى الأسلمة، وصلت الأمور إلى تقسيمٍ غير معلن للجغرافيا السورية، حيث توجد مناطق تحت سيطرة النظام السوري، ومناطق تحت سيطرة دولة الخلافة، وأخرى بيد الإمارة، وغيرها بيد الإدارة الذاتية الكردية، ومتفرقات بيد كتائب إسلامية.

كلٌّ من هؤلاء يدير المناطق التي يسيطر عليها بقانونه وشرعه الخاص، حتى بات الوضع بيد أمراء حرب يعملون لخدمة مشاريعهم الخاصة، التي لا تمت للشعب بصلة، وبعد هذا كله، يأتينا الائتلاف السوري المعارض بانتخابات جديدة، يتخللها تعيين رئيس جديد، على أساس أنه يمارس الديمقراطية في صفوفه. لكن السؤال المطروح، ماذا عمل الرؤساء الذين مروا على الائتلاف لخدمة قضية الشعب السوري؟

يمكن القول إنهم لم يفعلوا شيئاً، وكانوا فاقدين القدرة على فعل شيء، فخلق الائتلاف بعد المجلس الوطني، حمّل المعارضة وزر الكارثة السورية، وأبعد المسؤولية عن المجتمع الدولي، بحجة "ساعدوا أنفسكم لنساعدكم"، كما قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بكل صراحة، عندما التقى أعضاء من الائتلاف أخيراً.

كما أن بعض من امتطوا موجة الائتلاف، يلحظ عليهم التقلب والتلون في المواقف، وفق أهواء من يدفع لهم رواتبهم، ومن يقدم لهم المزايا والمكافأة، لقاء عملهم داخل الائتلاف. فمنذ تشكيل المجلس الوطني، عُرف عنه أن تبعيته للخارج أكبر بكثير من تبعيته للداخل، كما أنه يفتقر لرؤيةٍ، أو مشروعٍ، يحمله لبناء سورية جديدة، أو دولة قانون ومواطنة، فتارة نسمع خطاباً طائفياً، وتارة يتم اعتبار الجهاديين الذين، الآن، هم لب المشكلة، طرفاً أساسياً في الحراك، وتارة يقولون انتظروا فالسلاح النوعي في الطريق، وتارة أخرى، يحلمون بالتدخل العسكري الأميركي، حتى إن الجيش الحر وقيادة الأركان قرأنا على روحهما الفاتحة منذ مدة، نتيجة تقصير أطراف عديدة معهما.

D2E09192-410D-49DC-84E7-5663E07D486C
D2E09192-410D-49DC-84E7-5663E07D486C
محمد زيكار (سورية)
محمد زيكار (سورية)