التوتر بين الخليج وبيروت يعصف بالسياحة اللبنانية

التوتر بين الخليج وبيروت يعصف بالسياحة اللبنانية

28 فبراير 2016
السياحة اللبنانية تعاني من الاضطرابات (فرانس برس)
+ الخط -

 



دخلت السياحة اللبنانية، أزمة جديدة، وذلك مع إعلان خمس دول خليجية، الأسبوع الماضي، تعليق الرحلات إلى بيروت، وحث مواطنيها على مغادرة لبنان، باستثناء حالات طارئة تستدعي وجودهم.

ويأتي هذا القرار، في الوقت الذي كانت فيه الحكومة اللبنانية والعديد من مؤسسات القطاع الخاص، التي تعتمد على السياحة كمصدر رئيس لدخلها، تنفذ خطوات وحملات ترويجية لزيارة بلدهم، بسبب تراجع الوفود السياحية، تزامناً مع توتر الأوضاع الأمنية الإقليمية.

ودعت المملكة العربية السعودية إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، ودولة الكويت، ودولة قطر، مواطنيها المتواجدين في لبنان إلى المغادرة وعدم زيارته "إلا عند الضرورة القصوى"، بسبب موقف لبنان من إيران.

وبحسب تصريحات رسمية، فإن صناعة السياحة اللبنانية، تتعرض منذ 2011، إلى تراجع يزداد بشكل مستمر مع مرور السنوات، بسبب الأوضاع الأمنية في سورية، والشرق الأوسط بشكل عام.

ويعد السياح الخليجيون عصب القطاع السياحي في لبنان، والذي يشكل الدعامة الأقوى لاقتصاده، الذي يعاني بدوره جراء التداعيات المتلاحقة للأزمة السورية على بيروت.

ونقلت وكالة "رويترز" عن الخبير الاقتصادي اللبناني، جاسم عجاقة، أن "القطاع السياحي اللبناني متضرر أصلاً، وسيزداد ضرراً مع أزمة الخليج.. الوقت غير مناسب لانتكاسة جديدة في صناعة السياحة".

ودعا عجاقة خلال حديث الحكومة اللبنانية إلى "الإصرار بكل قوة على السعودية من أجل حل الأزمة الحالية، فالمملكة تقف إلى جانب لبنان بكل خياراته".

اقرأ أيضاً: تحذيرات من انهيار السياحة في لبنان ودعوات لإنقاذها

وقال مصدر في وزارة السياحة اللبنانية، فضل عدم ذكر اسمه، إن: "خسارة القطاع السياحي، جراء تحذير دول الخليج العربي لمواطنيها من زيارة لبنان، ستكون كبيرة.. تراجع أعداد السياح الخليجيين في لبنان، ليس وليد الأزمة الأخيرة مع المملكة العربية السعودية".

ولفت المصدر إلى أنه: "على سبيل المثال، أعداد السياح السعوديين في لبنان انخفضت من حوالى 200 ألف سائح في العام 2010، إلى 48 ألف سائح فقط العام الماضي"، معتبراً أن هذا الانخفاض سيزداد أكثر خلال العام 2016 بسبب الأزمة الجديدة.

وتشير إحصائيات وزارة السياحة اللبنانية، إلى أن السياح السعوديين، احتلوا المرتبة الأولى في ترتيب الإنفاق السياحي، خلال العام الماضي، بنسبة 15%، في حين جاء الإماراتيون في المرتبة الثانية بنسبة 14%، ومن ثم الكويتيون بنسبة 6%، والقطريون بنسبة 4%.

وأعلنت الرياض، الجمعة الماضية، إيقاف مساعداتها المقررة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق فرنسا، وقدرها 3 مليارات دولار، إلى جانب إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار، المخصصة لقوى الأمن الداخلي في لبنان.

وتتهم السعودية حزب الله، بالولاء لإيران والهيمنة على القرار في لبنان، وتنتقد تدخّله العسكري في سورية للقتال، إلى جانب نظام بشار الأسد، مدرجة عدداً من عناصره، وعدداً من الأشخاص والشركات اللبنانية التي لها تواصل مع الحزب، على قائمة الإرهاب.

إلى ذلك قال وسام خليفة، مدير إحدى الشركات السياحية، إن: "الإعلان الخليجي الأخير، دفع العديد من السياح الخليجيين إلى إلغاء رحلاتهم التي كانت مقررة إلى لبنان خلال الفترة المقبلة".

وتوقع خليفة "توقف الخطوط الجوية السعودية عن تسيير رحلات إلى لبنان، بسبب انخفاض أعداد المسافرين من دول الخليج العربي إلى بيروت، وبالتالي مزيداً من التدهور في القطاع السياحي اللبناني".

وتابع: "تراجع أعداد السياح الخليجيين في لبنان، سيؤثر سلباً على أعداد السياح الأجانب أيضاً، الذين سينتابهم شيء من الخوف جراء التحذيرات الخليجية".



 


اقرأ أيضاً:
تحذيرات خليجية من السفر إلى لبنان.. والسياحة أكبر المتضررين
لبنان يتوقع نمو السياحة 30% رغم الاضطرابات

المساهمون