الآثار الليبية.. احتفاء في زمن الحرب

الآثار الليبية.. احتفاء في زمن الحرب

30 يوليو 2020
(أعمدة مدينة طلميثة الأثرية بليبيا، Getty)
+ الخط -

أعلنت مصلحة الآثار الليبية أول أمس الثلاثاء عن قبول "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة: (اليونسكو)" ملف ترشيحات ثلاثة مواقع أثرية جديدة إلى قائمة التراث العالمي. جاء الخبر من دون اهتمام يُذكر في ظلّ الاقتتال الداخلي الدائر في البلاد منذ عام 2014.

المنظّمة الدولية ذاتها تتوالى تقاريرها التي تعتبر العديد من المعالم التاريخية التي تعود إلى حقب مختلفة؛ فينيفية ويونانية ورومانية وإسلامية في ليبيا معرّضة إلى الخطر، مذكّرة بالأضرار الناجمة عن الصراع الدائر الذي يتهدّد الآثار، ولا تجد إجراءات حماية لها.

وضمّت المواقع الثلاثة كلّ من "هواء فطيح" الذي يعدّ من أكبر الكهوف الجبلية في شمال أفريقيا، ويبعد نحو تسع كيلومترات عن مدينة سوسة الليبية، ويبلغ ارتفاعه حوالى 23 متراً وعرضه 72 متراً والعمق 30 متراً، وتنتمي نقوشه إلى مرحلة ما قلب التاريخ التي تدل على الإنسان (النياندرتال)؛ أي ما يقارب مئة وعشرين ألف عام.

تشير التقارير إلى عمليات نهب ممنهجة وتهريب للآثار كان آخرها منذ شهر

أما الموقع الثاني فهو مدينة "طلميثة" التي تقع شمال شرقي ليبيا، وكانت واحدة من أهمّ الحواضر اليونانية والرومانية التي نشـأت في القرن الثالث قبل الميلاد، حيث تعتبر رسائل الفيلسوف سنيسيوس القوريني الذي عاش في المدينة بين عاميْ 370 – 413 ميلادية من أبرز المصادر التاريخية عن تاريخها، وبالإضافة إلى حضورها الثقافي والفكرية، ازدهرت اقتصادياً لاحتوائها ميناء رئيسياً على البحر الأبيض المتوسط.

ثالث المواقع هو مدينة قرزة الأثري التي تتميّز بمعمارها الذي يعود إلى أواخر العصر الهلنيستي، ويعتبر مزيجاً فنون محلية وإغريقية وفرعونية، وتعكس النقوش المكتشفة فيها مشاهد الزراعة والحصاد وأساليب صيد الفهود والبقر الوحشي والنعام، كما تصور مشاهد قوافل الإبل العابرة للصحراء، كما تجسد نقوش أخرى بعض المعتقدات الدينية وأشكال للآلهة ورموز الموت والحياة.

إلى جانب التدمير والتخريب اللذين تشهده أوابد ليبية، تشير التقارير الإعلامية إلى عمليات نهب ممنهجة وتهريب للآثار خارج الحدود، كان آخرها منذ حوالي شهر حين ألقي القبض على اثنين من خبراء الآثار الفرنسيين كريستوف كونيكي وزوجها ريتشارد سيمبر، ووجهت لهما التهمة بتهريب مئات القطع الأثرية المنهوبة من العديد من بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط، واهمها ليبيا، تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات.

المساهمون