إيران: ترامب يسعى لإضعاف التعددية والمؤسسات الدولية

إيران توظّف قرار ترامب ضد منظمة الصحة العالمية في صراعها مع واشنطن

15 ابريل 2020
ظريف هاجم قرار ترامب (Getty)
+ الخط -
ترى السلطات الإيرانية في قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق مساهمة واشنطن في منظمة الصحة العالمية واتهاماته لها بالانحياز إلى الصين، فرصة مناسبة، لتوظيفها في سياق مواجهتها مع الولايات المتحدة للتنديد بها وتخطئة السياسات الأميركية ضد طهران، وتسجيل نقاط لصالحها على الساحة الدولية، من خلال تشبيه الضغوط الأميركية ضد المؤسسات الدولية، بـ"الضغوط القصوى" التي تتعرض لها من جانب الإدارة الأميركية منذ عامين بعد انسحابها من الاتفاق النووي.

ومنذ تفشي كورونا في البلدين، سعى كل طرف إلى استخدام الظروف الناجمة عن الجائحة ضد الآخر، من خلال توجيه اتهامات متبادلة خلال الشهرين الأخيرين بالتقصير في مواجهة الجائحة والتستر على انتقال عدواها. كذلك عملت إيران جاهدة للضغط على واشنطن بسلاح كورونا لرفع العقوبات المفروضة عليها أو تعليقها أو التخفيف عنها، إلا أن أياً منها لم يتحقق وظلت الولايات المتحدة على موقفها الرافض في هذا الصدد، بل وقامت بتشديد العقوبات مرتين خلال ظروف تفشي كورونا، لإيصال رسالة إلى طهران بأنها ستواصل الضغط عليها مهما كانت الظروف، بغية إجبارها على الجلوس على طاولة المفاوضات وتقديم "تنازلات مؤلمة" في الملفات الإشكالية الثلاثة، البرنامج النووي والبرنامج الصاروخي والنفوذ الإقليمي، للتوصل إلى اتفاق ينشده ترامب.
واليوم الأربعاء، هاجمت وزارة الخارجية الإيرانية، على لسان وزيرها والمتحدث باسمها، الموقف الأميركي تجاه منظمة الصحة العالمية، ليصف وزير الخارجية محمد جواد ظريف قطع واشنطن مساهمتها المالية للمنظمة بأنه "تصرف وقح يقتل الناس".

وحاول ظريف استقطاب الرأي العام العالمي إلى جانب بلاده في صراعها مع الولايات المتحدة، في تدبير يحمل في طياته نوعاً من العتاب في الوقت نفسه، قائلا "إن العالم اليوم يتعلم ما تعلمه إيران طوال الوقت وجرّبته: البلطجة والتهديد والافتراءات الأميركية النابعة عن الغرور"، مشيرا إلى أن ذلك "ليس مجرد إدمان، بل يقتل الناس".

وفي السياق أيضاً، قارن الوزير الإيراني بين الضغط الأميركي على منظمة الصحة العالمية وما تتعرض له بلاده من ضغوط أميركية، ليقول إن "التصرف الوقح المتمثل في قطع المساهمة المالية في منظمة الصحة العالمية بعد تفشي الجائحة مثل الضغط الأقصى على إيران"، مؤكداً أن ذلك "عار لن يُنسى".



ومن جهته، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أن واشنطن اتخذت هذا القرار ضد منظمة الصحة العالمية "في أسوأ وقت ممكن وسط مكافحة البلاء العالمي"، واصفاً إياه بأنه "إجراء لا مسؤول وجريمة ضد الإنسانية".

كذلك قال إن هذا الموقف "خطوة أخرى لإضعاف التعددية والمؤسسات الدولية"، مؤكداً أن بلاده "تندد به بشدة"، مضيفاً أن "الهدف الأساسي لترامب من تعليق موازنة منظمة الصحة العالمية هو الإسقاط والتستر على فشل الإدارة الأميركية في السيطرة على فيروس كورونا وكبحه".

كما وجد موسوي في التصرف الأميركي ضد منظمة الصحة، الذي نال انتقادات دولية، فرصة لدعوة العالم إلى الوقوف معاً ضد "السياسات الأحادية الأميركية وتشكيل جبهة عالمية موحدة ودعم منظمة الصحة العالمية".

والثلاثاء، أعلن ترامب تعليق مساهمة الولايات المتحدة في منظمة الصحة بسبب "سوء إدارتها" للوباء. وبحسب ترامب، تساهم بلاده في المنظمة بمستوى "400 إلى 500 مليون دولار سنوياً" مقابل 40 مليوناً للصين "أو حتى أقل".

وانتقدت كل من الأمم المتحدة والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي القرار الأميركي.

المساهمون