إعادة إحياء جماليات الجسد الممتلئ

إعادة إحياء جماليات الجسد الممتلئ

25 ابريل 2016
لاقت الحملة رواجاً منذ بدايتها(Getty)
+ الخط -
اعتقدت، باربي فيريرا، بأنّ حلمها في أن تصبح عارضة أزياء مستحيل، وذلك نظراً لقوامها الممتلئ، إلا أنّه وبعد فترة من الزمن، ظهرت فيريرا في فيديو ترويجي لشركة "أميريكان إيغل"، وذلك لعرض خط الإنتاج الجديد الموجه للنساء، من كافة المقاسات، ومن ضمنها النساء ذوات القوام المكتنز.

الشركة السباقة بإطلاق حملة لا تقصي النساء المكتنزات، كما يعمد عادة صناع الموضة والمسؤولون عن دور العرض والأزياء، توجهت منذ عام 2014 لتستقطب كافة النساء من مختلف الأحجام والمقاسات، تأكيداً على أنه لا يمكن تحديد الجمال الأنثوي بمقاس الخصر فحسب، إضافة إلى أن مجمل العارضات اللاتي يشغلْن الصفحات الأولى لمجلات الموضة، شديدات النحولة، في حين أن الحقيقة على أرض الواقع، مختلفة تماماً.

لاقت الحملة قبولاً ورواجاً منذ بدايتها، ما دفع عدداً من الشركات المشهورة، كـ"إتش أند إم" و"كالفين كلاين"، إلى نشر إعلاناتهما الطرقية، التي تستعرض أحدث ما ينتجون من ملابس وخطوط موضة، على أجساد عارضات مكتنزات بدينات.


بشكل أو بآخر، لحملة صناع الموضة غاية ربحية، فبعد إطلاق التوجه الجديد، ارتفعت نسبة مبيعاتهم بشكل ملحوظ، ولكن الرسالة الضمنية التي لاقت قبولاً من الشارع، قرأت الحركة باعتبارها محفزاً لشركات الملابس ودور العرض، لربما تدفعهم إلى توسيع رؤيتهم، والكف عن إقصاء النساء، بمجرد عدم تناسبهن مع محددات جمالية، يفرضها القائمون على الصناعة.

السبب الأخير، دفع المخرجة، جيسيكا لويس، إلى العمل على وثائقي بعنوان: "straight/curve"عن إعادة إحياء الجسد المكتنز، الحملة التي بدأتها الشركات، واستكملتها العارضات العاملات في مجال الموضة. تحدَّثَت المخرجة في مقابلة حول فيلمها، الذي سيطلق خريف عام 2016، بأنّها استقبلت عدداً من العارضات والعاملين في خطوط الإنتاج والموضة، للحديث عن الأثر السلبي، الذي نقلته مُحدِّدات الجمال الصارمة للشارع، والذي تسبَّب بدوره في أمراضٍ جسديّة ونفسيّة طاولت الكثيرات، إضافة إلى وجوب التوجه بالموضة لكافّة النساء، بصرف النظر عن أجسادهن سواء أكانت ممتلئة أو نحيلة.


من جهة أخرى، اختارت مجلات عالميّة تختصُّ بالموضة، كفوغ وإيل وإيبوني وسبورت إيلوستريتد، عارضات ممتلئات القوام على صفحاتها الأولى، لإعادة إحياء فكرة الجسد الأنثوي الممتلئ، الذي كان سائداً في ستينيات وسبيعينيات القرن المنصرم، في حين التزمت شركة "فيكتوريا سيكرت" بمحدِّداتها الجماليَّة الصارمة، بدءاً بالعارضات وانتهاءً بخطوط الإنتاج، مما دفع شركة "لن برانت"، إلى إطلاق حملة بعنوان: "أنا لست ملاكاً"، تسخر من ملائكة "فيكتوريا سيكريت" النحيلات.


ظهور باربرا فيراري، بقوامها المكتنز، كحالة ترويجية للأميريكان إيغل، قابلها إطلاقة جديدة لدمية باربي، فبعد سنوات من الالتزام بشكل معين لجسد الدمية باربي، أطلقت الشركة مطلع عام 2016، باربي الممتلئة الجديدة، لتكون بدورها جزءاً من الحملة.

المساهمون